العدد 1165 - الأحد 13 نوفمبر 2005م الموافق 11 شوال 1426هـ

العبقري الذبيح وانتصار "السنبلة" على "القنبلة"

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لم أحرق البخور في يوم من الأيام، لكني أرى نفسي مضطرا لأن أحرق الأبخرة والأبخرة للولادة الجميلة، وأن ارفع القبعة أمام الفن الاستثنائي الجميل الأخاذ للفنان زهير السعيد. أنا على يقين ان المستقبل يخبئ مفاجآت ذهبية ابداعية لهذا الفنان. هذا التنين النائم في "الجامعة" آن له أن يوقظ ليحرق الوجود إبداعا. لا تخافوا على رحيل العقاد الذي كان اضحوكة الأغبياء عندما حلم بالعالمية، فعلى طريق العقاد هامات منصوبة وقمم تناطح السماء تنتظر الدور الأخير، لن تبزغ حتى يكمل الكون دورته. بهؤلاء تحيا الأرض مبتسمة ويركع التاريخ خاشعا الذي خشع الناموس وترتل السماء طقوسها. وكم عبقرية قتلت بفأس الجهل والتخلف ثم إذا رحلت ذهب القاتلون ليلعبوا الورق على ضريحها في بكاء مسرح رخيص تعجز عنه دموع حتى التماسيح. نحن أمة لا تقدر عظماءها إلا إذا أفلوا! يوميا أكتشف مواهب كبرى تتفجر إبداعا وليس لها أحد، ويوم أمس التقيت - حيث الحلم يكبر - بطفلة مبدعة في السابعة من عمرها وتكتب الشعر وتألف قصصا... اجريت اختبارا عليها وإذا بي افاجأ بقوتها في الإلقاء والتعبير، فقوتها قوة طالبة في الثالث الثانوي. اهديتها ديوان إيليا أبوماضي، واقول: انتظروها مستقبلا. نحن العرب نقطع رؤوس المبدعين، نحاربهم، يصل بنا العبث إلى التدخل حتى في أمورهم الشخصية، تماما كرجال المخابرات. والويل له من تألق إبداعا في فن من الفنون، نذبحه قبل ولادته. أمثل العقاد يذبح يا عرب؟ وهل هنالك خطيب استطاع ان يأسر قلوب الغرب وتقريبهم لرؤية الإسلام كما فعلت أفلام العقاد؟ الحريري ذبحناه والعقاد قتلناه وموسى الصدر اختطفناه ونجيب محفوظ ضربناه بسكين في رقبته وناجي العلي وشينا به، فماذا بقي لنا؟ هذه امة تتلذذ بذبح مفكريها، ومن لم تصل إليه بالسكين وصلت إليه بالتصفية المعنوية. العالم يفكر في المستقبل، ونحن متوحلون في الماضي، العالم يزرع في عقول ابنائه ثقافة الحياة ونحن نزرع فيهم ثقافة الموت. نكره له جمال الحياة، نسب الدكتاتورية ونحن نمارسها في اليوم ألف مرة في شيزوفرينية حادة، كل يريد أن يبني الوطن على طريقته الخاصة، كما فعل اللبنانيون وقضوا على الوطن. قرية حلب لا تختلف عن بقية قرانا العربية في إحباط المبدعين وقتل المواهب والسخرية من العباقرة. لكن المبدع يجب ان يقف على قدميه ليزرع في الأرض الخراب ورودا بيضاء، وأن يحفر ثقبا في الجدار. المبدع يجب ألا يقنع بما دون النجوم وإن رشقه الأقزام الانكشاريون بالحجارة. هذه الحجارة التي ستحوله الى تمثال في نهاية المطاف. والناس اعداء ما جهلوا أريد أن أأبن العقاد، لكني مشغول بإيقاظ تنين نائم يلفه الصمت والهدوء، وأظنه هدوء ما قبل العاصفة، زلزال الريشة الحبلى بالإعصار المدوي

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1165 - الأحد 13 نوفمبر 2005م الموافق 11 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً