أعلن تنظيم "القاعدة" مسئوليته عن الاعتداءات الدموية على عمان، وأوضح أن المنفذين هم أربعة عراقيين بينهم امرأة اختارت كما يزعم التنظيم "أن ترافق زوجها في درب الشهادة". ومن هنا تظهر الهجمات أن حجة الرئيس الاميركي جورج بوش التي تقول "نقاتلهم "أي الإرهابيين" في العراق حتى لا نضطر إلى مواجهتهم على أرضنا" واهية. في الواقع أن الإرهاب في العراق طفح إلى دول الجوار بعد أن فشل القائمون عليه في تنفيذ مزيد من الهجمات على الأراضي الأميركية والأوروبية بشكل نسبي. وولد النزاع في العراق مزيدا من الحقد لدى المتشددين ووفر تدريبا وخبرة قتالية لأشخاص يشنون الآن هجمات آثمة في بلدانهم الإسلامية والعربية، واتضح أن الزرقاوي كأنما ينفذ أجندة معادية للمنطقة ولذلك وسع بقعة اعتداءاته من العراق إلى الدول المجاورة وكانت عمان أولى ضحاياه. إن الربط الذي تقيمه إدارة بوش بين العراق ومكافحة الإرهاب مناف للمنطق وهي حجة وضعت بعد أن فشلت كل الحجج الأخرى. فنجد أن مكافحة الإرهاب المزعومة في العراق أحدثتا وضع أقرب إلى الحرب الأهلية. فقد صوب أنصار الزرقاوي سهام أسلحتهم باتجاه الأبرياء العراقيين. وكان الأجدر أن يكون الدم العراقي خطا أحمر. وبما أن الإرهاب أصبح لا يفرق بين أعداء وأصدقاء الأمة ينبغي مكافحته بشتى الطرق. وعلى المجتمع الدولي اتخاذ تدابير أمنية وسياسية واجتماعية وثقافية تفضي مجتمعة إلى إصابة التيارات الإرهابية بالشلل بحيث لا تقوى على البقاء ولا تستطيع تجنيد البسطاء والفقراء والمظلومين والمتهورين الذين تدفع بهم إلى أتون الخراب. وعلى الإدارة الأميركية على وجه الخصوص النظر بجدية في حلحلة قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها إنهاء احتلال العراق بحيث تضع جدولا زمنيا لسحب قواتها من هذا البلد. وعليها أن تلجم العدوان على الشعب الفلسطيني الأعزل حتى يقيم دولته المستقلة. وأن تتخلى الإدارة الأميركية عن مواقفها المزدوجة تجاه الإصلاح في المنطقة بحيث تدعم إحلال ديمقراطيات حقيقية وليس ديمقراطيات الأنظمة الشمولية. وحتى حدوث معجزة في هذه المطالب التي يتخذها المتشددون ذريعة الاعتداء، يجب أن نعلم أن شبكتهم مازالت ناشطة وقادرة على تسديد ضربات مدمرة للغاية في مختلف أنحاء العالم وعلى الأجهزة الأمنية أن تظل دائما يقظة.