العدد 1164 - السبت 12 نوفمبر 2005م الموافق 10 شوال 1426هـ

عن منتدى المستقبل...

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في كواليس المؤتمر الثاني لمنتدى المستقبل الذي ختم أعماله أمس في المنامة، اشتد الهمس بين بعض المسئولين العرب الى ان فكرة تأسيس مؤسسة ترعى وتهتم بشئون مؤسسات المجتمع المدني هي فكرة لن تخدم مصالح ولا استقرار بعض الأنظمة التي تكتظ بها ملفات حقوق الإنسان. بعض المسئولين علق قائلا "ان على هؤلاء الغربيين ان يحلوا أولا قضاياهم السياسية في المنطقة قبل ان يتوجهوا الى الجانب التنموي والاستشاري والتطويري لاي شكل من اشكال الاصلاح ودعم الحريات العامة وغيرها". فمشروع مؤسسة المستقبل الذي عارضته مصر بشدة وبعض الدول العربية بحجة عدم توافقه مع القوانين الوطنية السائدة في الدول العربية المتحفظة على طبيعة وظيفة مؤسسة المستقبل، هي مسألة استطاعت ان تؤدي بنتيجة غير متوقعة وهي عدم إصدار "إعلان البحرين" الذي كان من المقرر ان تعلن معه توصيات المنتدى التي وجدها ناشطو مؤسسات المجتمع المدني في المنطقة فرصة لتعزيز مزيد من الاستقلالية، وذلك بالتعامل معهم كشركاء متساوين مع الحكومات في الحوار الديمقراطي الداعي الى نشر قيم حقوق الانسان والديمقراطية وذلك من أجل تحقيق ما تتطلع اليه شعوب المنطقة التواقة الى التغيير والتنمية والإرادة الحرة. وهو ما كان الحدث المفاجئ بالنسبة لبعض المسئولين الاميركيين الذين وجدوا ان الاصلاح لابد ان تصاحبه بعض التضحيات كون ان الديمقراطية لن تتحقق الا عندما يستطيع الافراد لعب دورهم داخل مجتمعاتهم وهو ما يعني عدم التضييق على عمل ودعم مؤسسات المجتمع المدني وإلا فما معنى ان تخلق شراكة وحوار متواصل في هذا المنتدى الداعي الى الاصلاح والتأهيل الذي حتى اليوم مازالت المنطقة تفتقده بل وتهاب من استخدام مصطلح "الاصلاح" في بعض دوله. هناك دول عربية سعت الى الاصلاح حتى وان كان نصف اصلاح عملت به منذ سنوات وأصبحت اوضاع مجتمعاتها افضل بقليل مقارنة بتلك الرافضة لأي شكل من اشكال الاصلاح. قد يكون الاصلاح القادم من الأجندة الدولية أو بالاحرى الغربية هو شيء نحن بحاجة اليه في مجتمعاتنا، فالاصلاح مطلب عربي قديم قبل ان يكون مطلبا دوليا بهدف تـأمين العدالة ومن أجل ان يتمتع الجميع بفرص متكافئة بمن فيهم المجتمع المدني وذلك من أجل تنشيط الحراك المدني على غرار الحراك الاقتصادي المتمثل في صندوق المستقبل وفي مركز رواد الاعمال الإقليمي وما سيتبعه من حراك اعلامي مبني على تعزيز مبدأ حرية الصحافة وتفعيلها وهو ما سينطلق ايضا في المنتديات المقبلة... فنحن مقبلون على مرحلة جديدة ومفهموم آخر للدبلوماسية الدولية طرحته اجندة الدول الكبرى... فهل ستتفاعل معه الدول العربية

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1164 - السبت 12 نوفمبر 2005م الموافق 10 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً