هل ينجح أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى بما فشل في تحقيقه الرئيس الأميركي من فرض السلام وإنهاء العنف في العراق وتجفيف حاضناته الإرهابية التي باتت تؤثر بشكل مباشر على دول المنطقة. تاريخ الجامعة يؤكد أنها فشلت خلال الثلاثين سنة الماضية في حل معظم الأزمات التي مرت بالدول العربية، منذ إعلان الرئيس المصري السابق أنور السادات توقيع اتفاق السلام مع "إسرائيل" منفردا، وصولا إلى احتلال العراق. ولا نغالي إذا قلنا إن الجامعة تحولت في عصر العولمة إلى ناد لبعض الأنظمة غير المستعدة للإصلاح والتكيف مع رياح التغيير والتحول الديمقراطي الذي يشهده العالم، الأمر الذي جعل الكثير من الدول لم تعد تبحث عن حلول في أروقة الجامعة، بل راحت تبحث عن ذلك عند بعض الدول العربية ذات الثقل السياسي كالجزائر مرة والسعودية مرات، لتصبح مثل هذه الدول بديلا فعليا للجامعة التي فشلت عدة مرات في عقد المؤتمرات في أوقاتها المعلنة، وهي ان نجحت في ذلك فغالبا ما تفشل في تحقيق الإجماع على مقرراتها أو دفع الآخرين على تنفيذها. فمن كان وراء هذا التراجع في مواقف ودور الجامعة على الصعيد العربي؟ بالتأكيد، لن يكون أمينها العام الجاري أو من سبقوه الذين أثبتوا حرصهم على لم شمل هذه الجامعة. بل يتحمله بعض الأنظمة التي تعارض عمل الجامعة مع تحالفاتها المعلنة أو المخفية مع دول غير عربية، بالإضافة إلى موقف واشنطن من الجامعة باعتبارها أحد أهم خنادق الفلسطينيين. ولكن، على رغم هذا الإفشال المقصود ربما عادت الجامعة لتكون منقذا، لكن ليس للأنظمة العربية هذه المرة، بل لدول عظمى كأمريكا وبريطانيا ومن حالفهما، لإنقاذهم من ورطتهم في العراق، وإنهاء حالة العنف التي يعيشها هذا البلد الذي يعد احد مؤسسي الجامعة. نعم، إن دور الجامعة الذي لم يفهمه العرب ربما ستعيد هيبته واشنطن، لكن هذه الهيبة ستظل مقرونة بدور الجامعة في إنهاء حالة العنف والفوضى التي يعيشها العراق وباتت شظاياها تصيب الدول الأخرى.
إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"العدد 1163 - الجمعة 11 نوفمبر 2005م الموافق 09 شوال 1426هـ