ساعات قليلة جدا تفصلنا عن اللقاء المرتقب بين منتخبنا الوطني لكرة القدم ومنتخب ترينيداد وتوباغو في أولى مباريات الملحق الأخير المؤهل لنهائيات كأس العالم. .. ساعات قليلة ونشاهد منتخبنا يلاعب منتخبا غريبا علينا وعلى كرتنا، وفي وسط ظروف غريبة نجهل فحواها ولكنها لن تكون بعيدة عن ظروف مبارياتنا مع كوريا الجنوبية وإيران واليابان... فقد كانت تلك المنتخبات تلعب على أرضها وتسعى بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة إلى الفوز بالمباراة... وهنا مازلت اتذكر ما حدث لمنتخبنا في ملعب الحرية بإيران! وعلى رغم كل الظروف الصعبة... وبعيدا عن الأحلام الوردية فإنني - كمواطن - أتمنى ان تخرج نتيجة مباراة اليوم بالتعادل أو بفارق هدف على أقل تقدير، وذلك حتى تكون نتيجة الحسم للمباراتين في البحرين... وثقتي بمنتخبنا وفي عطاء لاعبينا ودعم الجهاز الفني والإداري ليس لها حدود... فالكل يشعر بأنه أمام مهمة وطنية رفيعة المستوى ويجب البلاء فيها كأفضل ما يمكن فعلا. وهذا ما لمسته شخصيا في حديثي مع الجميع قبل السفر إلى ترينيداد... فالكل كان يحمل روح الوطنية العالية. وأكثر ما شدني وشجعني وأنا اتابع المقالات التي ترد علينا في "الوسط" من النقاد العرب عن مباراة منتخبنا مع ترينيداد، الكلمات الوطنية التي تؤكد وقوف كل الرياضيين العرب مع البحرين في الوصول إلى نهائيات كأس العالم... كلمات تشعرنا - فعلا - بالفخر لكون منتخب بلادنا وصل إلى هذه المرتبة العالمية... وهي كلمات نفتقدها في كثير من الأحيان في صحافتنا المحلية...! ففي مقدمة الرؤية الفنية التي قدمها مدير تحرير صحيفة "ستاد الدوحة" القطرية الزميل صفاء العبد ذكر "هذه ليست مباراة البحرين... بل هي مباراة كل العرب... فالنجاح هنا إنما يحسب لنا جميعا... فالكل يعيش حال الترقب التي تشدنا جميعا إلى رفاق طلال يوسف وهم يضعون أقدامهم على مقربة من الحلم الكبير الذي بات اليوم أقرب إلى الحقيقة...". سؤال أخير أطرحه على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وعلى رئيسه محمد بن همام الذي لا يألو جهدا من أجل تطوير الكرة الآسيوية للوصول بها للعالمية... ماذا كان دور الاتحاد الآسيوي لدعم المنتخب البحريني مقارنة بالدور الذي قام به اتحاد الكونكاكاف الذي حال دون نجاح إقامة معسكر تدريبي للبحرين في تلك الدول والضغوط التي مارسها من أجل إنجاح مهمة ترينيداد بالإضافة إلى الدعم المادي والمعنوي...؟