ابتدئ كلماتي بقراءة الفاتحة على روح طفلة صغيرة فارقت الحياة وكانت كطفلتي التي لم ألدها. والثناء والشكر إلى كل من خدمها وساعدها وخفف من ألمها المبرح ورسم الابتسامة على وجهها الملائكي... وبعد...
كيف أنثر حروفي الحزينة يا طفلتي؟... كيف أرتب كلماتي الضائعة وسط قلبي التائه؟... يا من كنت تفرحين قلبي حين أسمع صوتك العذب... يا من كنت تأخذينني إلى عالم خاص حين أسمع كلماتك الجميلة... طفلتي هل تعلمين أنك خلفتي الكثير من الذكريات خلفك؟ ماذا بعد الرحيل ياعزيزتي؟
لا نملك سوى ذكريات طوتها الأيام قبل رحيلك وها هي تنثرها لنا على تلك الورود الخضراء في ذاك البستان الأخضر الجميل الذي ضم جسدك الهزيل المتعب... كم كانت طفلة في غاية الجمال، ملاكاً كالقمر المنير في الظلام الدامس... وكالنجم الساطع في وسط السماء... وكالموج الهادئ في هدوئها... على رغم مرضها والشقاء الذي كانت تعانيه فإنها لا تضيع على نفسها محاضرة دينية ولا احتفالاً دينياً... رحلت وتركت لنا الوحدة والأحزان...
حبيبتي تعالي وانظري إلى الدموع التي لا تفارق عيني... والوحدة التي بقلب والديك... والحيرة على وجه أختك... والصدمة على كل من عرفك وأحبك... حبيبتي كم كنت محبوبة من قبل الجميع... بقلبك الطاهر، الطيب، الحنون، العطوف.
صدى صوتك يتردد على مسامعي في كل حين عندما ينطق لسانك بكلمة ماما... وتلك الضحكة البريئة... وطيفك الجميل ها هو يعيش معي في كل زاوية من زوايا حياتي... بعد رحيلك يا طفلتي تركتي عبرة بقلب كل شخص لعله يتعظ في حياته.
يا الله كم هو حلم لا يصدق أن ترحلي وتتركي خلفك قلوب المحبين... سعيدة بيوم ولادتك... وسعيدة بيوم وفاتك... ونحن سعداء حين تربت بين ربوعنا طفلة مؤمنة لا ترى سوى تلك الطيور الجميلة التي تحلق في السماء تنتظر صعود روحك الطاهرة لها... لا أعلم ماذا أقول وكيف أعبر عما بداخلي من كلمات وآهات كثيرة بداخلي أسطورة من أساطير الزمان التي ضاعت بين نبضات قلبي الحزين لفراقك فلا يسعني سوى أن أترحم على روحك الطاهرة... فرحمك الله ياعزيزتي وعزاؤنا إلى رب الكون أن يجمعنا وإياك في جنات النعيم...
المحبة لك دوماً
مــلاك
العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ