لا يخفى عليكم أن الإسلام العظيم قدم إلينا أمثلة كبيرة... من أروع الأمثلة على مرّ الأزمان والدهور... هذه الأمثلة مقدمة من قبل الله تعالى لحل مشكلة الفقر والمشكلات الأخلاقية في مجتمعنا الإسلامي العظيم... الأمر الذي عجزت عن حله المجتمعات الكافرة الاشتراكية، الرأسمالية واليهودية.

الإنفاق في المجتمع الإسلامي هو حل ضروري لمشكلة الإنسان ووجوده على سطح هذا الكون... إذ إن السبب في معاناة الكثير من البشر هو التقسيم غير العادل للثروات... الإحصاءت تقول إن نسبة في المئة في العالم هم الذين يستفيدون من هذه الثروات... وإن نسبة في المئة هم الذين يتقاسمون الجزء الأصغر المتبقي من تلك الثروات!

الزكاة في الإسلام والخمس والصدقة... هي الحل الأمثل لعلاج تلك الصرخات الإنسانية وسد الثغرات... إذ لو أن كل إنسان غني استقطع من ماله من أجل الفقراء لعشنا بسلام... ولا ننسَ أن سبب الدمار الشامل في الشعوب والانحرافات الأخلاقية... هو من ظلم الأغنياء وذنوبهم ومنعهم للأموال التي هي حق للسائل والمحروم ... فترى السرقات والإجرام في المجتمعات الفقيرة... وترى السكر والبطش والفحش في جانب آخر في المجتمعات المترفهة.

إن سبب المعاناة هو عدم إخراج الأموال للسائل والمحروم... فما أحلى مجتمعنا الإسلامي عندما يعاضد بعضه بعضاً.

الصناديق الخيرية ما أروعها إذ تقوم بتغطية تلك الجوانب... ولكن علينا أن ننفق في سبيل الله من أجل مصلحة الجميع... ونسد حوائج المحتاج والمضطر... لابد أن ندرك أهمية الإنفاق في سبيل الله... فإن الله تعالى يزيد من فضله كل إنسان أنفق ماله وما يملك من أجل إعانة الآخرين وسد جوع الآخرين... وخصوصاً في هذا الظرف العصيب الذي يحاربنا فيه أصحاب القلوب المريضة الطاغية... التي انسلخت من عواطفها كل الأحاسيس والمشاعر... قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» (البقرة: ).

فائق الطواش