كم ستار فولاذي، وكم قبضة حديدية تحتاجها القوات الأميركية في محافظة الأنبار وغيرها من محافظات العراق كي تضع حداً لنزيف الدم العراقي؟
وزير الدفاع العراقي كان أكثر تطرفاً من القوات الأميركية في تصريح له يوم السبت الماضي، حين أقسم مرتين بهدم البيوتات التي يشك أنها تأوي إرهابيين، على من فيها حتى الأطفال، وحددهم بشكل صريح.
وإذا كان وزير الدفاع العراقي بهذا الوضوح في تصريحه بنية وعزم قطع شأفة الإرهابيين، وإن تم ذلك بتجاوزات لا تقرها التشريعات الوضعية، فمن تراه سيلتفت إلى تجاوزات القوات الأميركية في المدن التي عربدت وتعربد فيها، مادامت قد ضمنت توفير غطاء رسمي عراقي لتجاوزاتها اليومية؟ عدا عن أن الجندي الأميركي يتمتع بحصانة ضد المساءلة أكثر من أي مسئول عراقي في حال ثبت تورطه في تجاوزات يجرمها القانون.
القبضات الحديدية والفولاذية وغيرها من القبضات، وفي ظل تجاوزات بالجملة، لن يكون لها أي تأثير يذكر وإن تمت تصفية عدد من الإرهابيين في بعض المحافظات التي باتت هدفاً للقوات الأميركية والعراقية، لأن تلك التجاوزات تصب في نهاية المطاف في مصلحة الإرهابيين، وتظل ماثلة ليس في الداخل العراقي وحسب، بل تتعداه الى خارجه، وخصوصاً في الداخل الأميركي، مع تنامي الأصوات المطالبة بانسحاب القوات الأميركية بتصاعد وتيرة الفضائح والتجاوزات والفظاعات المرتكبة هناك.
كأننا إزاء تعداد للقبضات الأميركية التي لم تتمكن حتى هذه اللحظة من وضع حد لنزيف الدم اليومي والسيارات المفخخة التي باتت أمامها «قبضات» القوات الأميركية عاجزة عن وضع حد لـ «بسطة» الإرهاب
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ