يكاد يجمع المحللون على أن المنطقة مقبلة على تغييرات واسعة في خريطتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والدلائل على ذلك ليست حصرية، فالبحرين وهي إحدى الدول التي يراد لها أن تكون أنموذجا جديدا للشرق الأوسط الموسع قد بدأت تطبيق المقدمات العملية لهذا النموذج. فاستضافة البحرين لمنتدى المستقبل بمشاركة الدول الثماني الكبرى ووزراء من مختلف دول العالم تعكس بوضوح أن منطقة أخرى يراد لها أن تكون على أنقاض هذه المنطقة التي تغير شكلها منذ أبريل/ نيسان 2003 مع أول صاروخ في حرب العراق. وإنه لأمر سار أن يحظى المرء بلقاء عشرات الشخصيات الحقوقية والسياسية في العالم العربي الكبير الذين حلوا ضيوفا على البحرين للمشاركة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل الرسمي. والجامع المشترك بين كل الوفود والشخصيات المشاركة هو اتفاقها على ضرورة صوغ نظام آخر لحكم شعوب هذه المنطقة من العالم... المؤتمرون خرجوا بعد مداولات وجدالات واسعة وساخنة خلال يومين إلى إعلان المنامة الذي دعا الدول العظمى إلى دعم الإصلاحات الوطنية أو "توطين الديمقراطية". ومهما قيل عن مسألة التوطين تلك، فإن بذور الزراعة التي يراد وجودها ليست عربية المنشأ، وبالتالي قد لا يكون حصاد الزرع ما نتوقه اليوم. ونحن بحاجة ربما إلى وقت أكثر لنتذوق حصاد ما زرعه الآخرون، إذا لم نبادر نحن بولادة شكل جديد بالمواصفات التي نطمح إليها.