قال القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار إن "حماس" لا ترفض إجراء مفاوضات مع "إسرائيل" إذا كان ذلك "يخدم المصلحة الفلسطينية". وأوضح الزهار الذي كان يتحدث للإذاعة الإسرائيلية العامة أمس أن "حماس" تطالب بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وانسحاب "إسرائيل" من الأراضي الفلسطينية وترميم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد الزهار على أن حركة "حماس" لا تنوي نزع أسلحتها. وعقب وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم على تصريحات الزهار قائلا إن "أقوال الزهار هي محاولة غير ناجحة لاتهام "إسرائيل" بالجمود السياسي". وأضاف شالوم أن "حركة "حماس" تحاول إزالة الضغوط الدولية عليها من اجل نزع أسلحتها" واعتبر أن تصريحات الزهار "محاولة للتعبير عن خط سياسي وسط من أجل الفوز بأصوات الفلسطينيين في الانتخابات التشريعية". وعقب الوزير مئير شيطريت على أقوال الزهار قائلا انه "طالما "حماس" تدعو إلى القضاء على "إسرائيل" من خلال ميثاقها فإنه لا يمكن رؤية هذه الحركة طرفا في مفاوضات". وقال رئيس "الشاباك" السابق عامي ايالون انه "لا يتوجب الانجرار وراء "حماس" واعتبارها شريكا في المفاوضات مع "إسرائيل"". الزهار صادق في طرحه حاله حال كثير من الشرفاء الفلسطينيين، ولو كان هناك حوار عادل مع المحتل الإسرائيلي لما استمر احتلال فلسطين أكثر من نصف قرن وخير دليل على عدم إمكان الحوار مع الإسرائيليين هو ردود الفعل المباشرة على تصريحات الزهار. فهم يعتبرون المقاومين الفلسطينيين "إرهابيين" واحتمال أن تفوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية وتتولى السلطة أمر يرهبهم كثيرا، فلابد بالتالي أن يستمروا في الضغط عليها لتكون إن وصلت للسلطة مجرد "لعبة" في يد "إسرائيل" ودول الاستكبار العالمي. والحوار الجاري حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليس حوارا حقيقيا وإنما حوار من طرف واحد وهو الطرف الإسرائيلي "القوي" والدليل على ذلك هو إدارة عملية الحوار ككل من اختيار زمان ومكان الحوار إلى تنفيذ الأمور التي يتم الاتفاق عليها والذي يكون منقوصا أيضا. الوضع مع "حماس" سيكون مختلفا، ولذلك أعتقد أن "إسرائيل" لن تحاورها أبدا وهي تحمل هذه الرؤية التي طرحها الزهار، وسيتم وضع خطة مدروسة إن لم تكن موجودة فعلا لمنع وصول "حماس" لرأس السلطة.
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1161 - الأربعاء 09 نوفمبر 2005م الموافق 07 شوال 1426هـ