العدد 1161 - الأربعاء 09 نوفمبر 2005م الموافق 07 شوال 1426هـ

النقاش: الثورة الفرنسية انطلقت من غرفة نوم الملكة

صدر كتابه الجديد "ملكة تبحث عن عريس"

في كتابه "ثلاثون عاما مع الشعر والشعراء" تمنى الناقد المصري البارز رجاء النقاش أن يمنح الشعراء العرب بعض الاهمية للتاريخ الذي يضم مواقف هي الشعر نفسه مستشهدا بقدرة شاعر مثل اليوناني قسطنطين كفافي على أن يكتشف في التاريخ قصائد كانت تنتظر من يغوص خلف الحدث ليصل الى الجوهر الانساني. وفي كتابه الجديد "ملكة تبحث عن عريس" يسلط النقاش أضواء على مواقف تاريخية في حياة نساء عربيات وأجنبيات تسبب بعضها في تحويل مجرى التاريخ في بلادها وفي العالم كله كما حدث مع الملكة ماري أنطوانيت التي قال انها تسببت في انطلاق الثورة الفرنسية من غرفة نومها. والكتاب الذي صدر هذا الأسبوع في سلسلة "كتاب اليوم" عن دار أخبار اليوم بالقاهرة يقع في 224 صفحة متوسطة القطع ويضم 16 فصلا منها فصل عن زواج الملكة فيكتوريا "1819 - 1901" التي جلست على عرش بريطانيا 64 عاما ابتداء من العام 1837 وفصلا عن سميرة موسى عالمة الذرة المصرية التي قتلت العام 1952 في الولايات المتحدة الاميركية في ظروف غامضة. وأشار النقاش الى أن الثورة الفرنسية التي انطلقت العام 1789 تعود جذورها الى العام 1766 عندما فكر لويس الخامس عشر ملك فرنسا في أمر زواج حفيده لويس السادس عشر الذي كان في سن الثانية عشرة واختار له أميرة تصغره بعام واحد هي ابنة امبراطورة النمسا ليضمن وقف الصراع بين البلدين متصورا أن الزواج السياسي سيجد حلولا لمشكلات عجزت عن حلها الجيوش. وتم الزواج العام 1770 وشهدت الليلة الاولى للزواج مشكلة سببت قلقا لدى الاسرتين بل عاصمتي البلدين اذ "فوجئت العروس الجميلة ماري أنطوانيت أن زوجها لويس السادس عشر يعاني من عجز واضح وفادح" لعيب عضوي استمر سبع سنوات الى أن تخلص منه الزوج العام 1777 بجراحة أعادته الى الحال الطبيعية. وقال النقاش: "ان صعود لويس السادس عشر الى عرش فرنسا العام 1775 بعد وفاة جده لويس الخامس عشر كان من الاسباب التي دفعته للتعجيل باجراء الجراحة حيث أصبحت القضية سياسية تخص وراثة العرش الفرنسي اذ لابد أن يكون للملك وريث من زوجته التي أصبحت ملكة". وأشار الى ان الملوك والامراء في أوروبا كانوا يسخرون في مجالسهم ورسائلهم من عجز الملك الذي لم يعد سرا بل تحولت تلك المأساة الى "أغان شعبية انتشرت في كل مكان وأصبح الجميع يرددون هذه الاغاني التي تسخر من الملك والملكة وكانت كلها أغنيات رمزية ولكنها مفهومة للجميع... انقلبت هذه الاغاني الى أشعار فاحشة". وقال :"ان فرنسا والنمسا ومعظم العواصم الاوروبية عاشت أزمة سياسية ناتجة عن أزمة في غرفة نوم الملكة اذ أدى عجز زوجها طوال سبع سنوات الى نتائج وصفها بالخطيرة والمأسوية منها أنه سقط تحت ارادة زوجته التي بحثت عن وسائل أخرى للتعويض عن عجز الزوج منها السهر ولعب القمار والبحث بجنون عن الجديد في الازياء والجواهر كما امتد نفوذها الى ادارة شئون البلاد من دون أن تكون لديها الدراية أو الحكمة الكافية". وأشار الى أنها ظلت صاحبة الكلمة في كل شيء حتى بعد أن أجريت للملك جراحة وأصبح زوجا حقيقيا وأبا لاسرة. ونقل النقاش عن الكاتب ستيفان زفايج أنه قال في كتابه "ماري أنطوانيت" ان "تحطيم الهيبة الملكية في فرنسا لم يبدأ مع سقوط سجن الباستيل وانما بدأ بهذه القصة الزوجية في قصر فرساي". وأعدم الملك العام 1793 بعد أربع سنوات على قيام الثورة التي غيرت وجه أوروبا والعالم. ولحقت به الملكة التي أعدمت في العام نفسه





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً