إلى متى سيقبع العالم العربي والإسلامي في زاوية مظلمة عنوانها "القوي يأكل الضعيف"؟ إلى متى ستعتمد السلطات على مبدأ تجويع الشعوب واتباع سياسة "جوع كلبك ما يعضك أو يطيعك"!؟ لعل السلطات نجحت إلى حد كبير وإلى فترة طويلة في تطبيق هذه السياسة التي أثبتت فاعليتها في العالم العربي، وباتت الشعوب في كثير من البلدان العربية تبحث عن قوت يومها بعيدا عن المطالبة بشيء اسمه الحقوق وشيء يعرف بالحرية، فما فائدة الحرية من دون قرص يسد رمق الجوع، وكيف يفرق المرء بين الحقوق والحريات أو القمع، بل كيف يحرك الشعب عقله والبطن خاو؟ إننا في زمن أحست فيه السلطات بتحرك البساط قليلا من تحت أقدامها، وباتت الشعوب التي طالما قبعت تحت أقدام السلطة تطل برأسها على أقل تقدير، وتبحث عن ضالة عنوانها الحرية. إن الإمام علي "ع" حين قال: "لو كان الفقر رجلا لقتلته" كان يقصد أبعادا كثيرة، لأن الفقر هو آفة كل شيء، فحين يجوع الشعب تنتهب حقوقه، وتفسد كل ملكات عقله، وتنتهي صلاحيته. إن الفقر الذي نتحدث عنه هو الفقر الذي جاء نتاجا إلى جور السلطة وسوء التوزيع للثروة. إننا بحاجة إلى الرجوع قرونا وقرون لنعرف كيف كانت الثروة توزع في الدولة الإسلامية، نحن بحاجة إلى دولة لا تفضل فلانا على فلان، ولا يمكن لسين من الناس أن يمتلك كل شيء. وطن عربي من دون حقوق، وطن من غير حريات، وإلى متى سيظل العالم العربي لعبة شطرنج في أيدي ملاك السلطة