هل نحن بحاجة إلى التركيز على المستقبل أيضا بدلا من النوم في كهف التاريخ والتوحل في ترابه على اننا شعوب الله المختارة دمنا ذهبي وعقلنا ذهبي وأداؤنا ذهبي أيضا. ألا نعاني نحن المجتمعات العربية من نرجسية وشوفينية اليهود والألمان؟ كل الناس لا تفهم الا نحن، كل الناس على خطأ الا نحن. كل أخطائنا سببها غيرنا! العقل نستخدمه للشعارات ونقابل العلم بالأحلام والسحر وازددنا تخريفا فذهبنا لأسلمة العلوم وأحيانا نطوع الآيات القرآنية ونكسر عنقها لتوافق النظريات العلمية وبعد فترة تتغير النظرية وتثبت فشلها فنهرب عن أعين الناس خوف السؤال عما عدا مما بدا! خبير كمبيوتر مصري ذهب هائجا في انتفاخ ايديولوجي مضحك يتحدث عن سحر رقم 19 ورأى أن القرآن كله يرجع إلى سحر هذا الرقم. ألا تعتقدون اننا نحن المسلمين نحتاج الى تواضع والنزول من عاجيتنا المفرطة وتنظيراتنا العملاقة؟ الا تعتقدون أن منا من السياسيين والمثقفين من يحتاجون إلى تقاعد في المنزل لأن التنظيرات المطلقة أصبحت أشبه بتنظيرات أحمد سعيد أيام إذاعة "العرب"؟ الا تعتقدون ان الإسلام غير المسلمين؟ أليس العالم أكبر من أوهامنا وتنظيراتنا الفارغة التي ما قتلت ذبابة! فالحريري قتله حجي خميس الله يرحمه، والفاشية العربية المسئول عنها الغرب فقط وكل الناس دكتاتوريون ويحبون السلطة إلا نحن، فنحن العفيفون نحن الديمقراطيون! من يقبل النقد الموضوعي الأخلاقي من النخب العربية الشعوبيين على شتى أطيافهم؟ من تملك السلطة وتركها؟ ولو كانت سلطة على إدارة مزرعة دواجن؟ هل قط رأينا مثقفا شعبيا يعتذر عن خطأ في تقدير الموقف أم أن العقل التبريري جاهز للتبرير؟ إذا كلنا عرب وكلنا في الهم شرق. المثقف الشعبي يبحث عن مصفقين وأتباع وعبيد. لا أحد يقبل النقد. هل الشفافية موجودة في مؤسساتنا بشتى أطيافها؟ ألا يوجد تزوير في تلك الأحزاب العربية ومحسوبيات وإقصاء وضرب تحت الحزام وتجميع أهالي وربع وسياسة رز الأهل حال متوافرة. أمراض السلطة العربية موجودة فينا أيضا وكم من تيار ثوري قومي كان ينادي بالحرية وعندما وصل إلى السلطة قمع الأحبة والمجاهدين وانظر من المحيط إلى الخليج! اننا نكفر بالحرية والرأي الآخر بمجرد الوصول إلى السلطة. السادات كان يصف منتقديه بالحرامية والعيال ونحن نصف أي ناقد لأدائنا بالإجرام بل بالكفر ولو كان مسلما وبعدم الشرعية وأحيانا بعدم الوطنية كل بحسب توجهه! إذا هل اختلفنا كثيرا. أخبروني عن زعيم عربي شعبوي يقبل النقد الحضاري. غالبية مساجدنا العربية موزعة وفق معيار اما ان تكون معي 100 في المئة والا فأنت ضدي، غالبية مراكزنا غالبية نوادينا، غالبية أعمالنا. إذا ما الفارق بيننا وبين الآخرين؟نحن كمجتمع مدني نحتاج أيضا إلى نقد وإلى مراجعة وإلى إعادة تقييم وإلى وجوه شبابية متوقدة وإلى عقول ناضجة متوازنة لا تعيش تقاعدا ذهنيا، إلى رقابة، إلى شفافية إلى علم لا إلى خرافات، إلى واقعية سياسية لا إلى تخريف لا إلى "استدعاء أمم متحدة". نحن أيضا مثل السلطة العربية نحتاج إلى مؤتمر للمستقبل. للعلم وجود المفكر المصري البارز في المؤتمر الموازي سعد الدين إبراهيم أعطى للمؤتمر قيمة إضافية
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ