عبدالنبي العكري "أبومنصور" يستحق أكثر من تكريم وتقدير لما قدمه لشعبه ولكل من احتاج للدعم والمساندة في مجال حقوق الإنسان. وبالأمس كان المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل "الذي بدأ أعماله في فندق الخليج" سباقا في المبادرة للاعتراف بدور "أبومنصور" وتكريمه. مبادرة التكريم كانت أولا من الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان للدور الذي لعبه العكري في الدفاع عن حقوق الانسان منذ تأسيسه في السبعينات من القرن الماضي لمجموعة حقوقية للدفاع عن المعتقلين السياسيين. كما قامت "جمعية التحدي لرعاية المعاقين" الليبية بتكريمه للدور الإنساني الذي لعبه العكري في هذا المجال. كما قام "مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب" بمنحه "وسام الاسير اللبناني والعربي في السجون الإسرائيلية"، وهذا يوضح المجال الواسع الذي كان يتحرك فيه العكري. الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان لم تنس زوجة العكري، وهي أفراح محمد سعيد "أم منصور" التي وقفت إلى جانب زوجها طوال سنوات الغربة تسانده بما هو متوقع من زوجة مخلصة آمنت بالدور المهم الذي كان يلعبه زوجها. بالنسبة لي فانني تعرفت على "أبومنصور" منذ نهاية السبعينات وكانت معرفتي به من خلال متابعة ما كان يصدره الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في تلك الفترة. وبعد ذلك بدأت العلاقات تتوثق في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات عندما بدأنا نلتقي في المنتديات الدولية ونشترك مع بعضنا بعضا في طرح قضية البحرين. في يونيو/ حزيران 1993 كنت وأبومنصور في الوفد العربي الحقوقي الذي كانت تتصدره المنظمة العربية لحقوق الإنسان في الموتمر العالمي لحقوق الانسان الذي انعق في العاصمة النمساوية "فيينا" ، وكان كما هو معروف عنه، دؤوبا في نشاطاته واتصالاته، ويتحرك مع كل الوفود. وفي نهاية 1993 كنت معه في القاهرة للمشاركة في اجتماع المنظمة العربية لحقوق الانسان بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها آنذاك. وبعدها كنت أراه مرة أو مرتين في العام مع اشتداد حوادث الانتفاضة الشعبية في النصف الثاني من التسعينات. ما أعرفه عن "أبومنصور" يعرفه الجميع، مخلص من أجل مبادئه، ومتحرك باستمرار، ويبحث عن كل فرصة ليستفيد منها بهدف الدفاع عن قضايا المظلومين والمحرومين. علاقات "أبومنصور" متميزة لانه تعرف على الكثيرين اثناء سنوات النضال والغربة، وظل محافظا على علاقاته، مؤكدا أثناء نشاطه على اخلاقية سياسية في التعامل مع الآخرين. عاد أبومنصور إلى البحرين في العام ،2001 ووجد نفسه في الاتجاه الطبيعي الذي يتناسب معه مباشرة، وهو مجال حقوق الإنسان والكتابة في الصحافة والنشاط داخل المجتمع المدني. وفعلا فإن مشاركته في الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان وفر للجمعية الكثير من الجهود لأنه يعرف مداخل ومخارج النشاط الحقوقي على المستوى الدولي، واستطاع من خلال ذلك دفع الاجندة الحقوقية نحو المبدئية وتحقيق النتائج العملية، ولذلك فإن تكريم الجمعية للعكري يعبر عن المكانة التي تكنها له واعتراف بجهوده المخلصة والمتميزة. أبومنصور من الذين خرجوا من البحرين وانهمكوا بصورة مباشرة في خدمة المجتمع الذي كان ينتظر منه المساندة، وعاد إلى وطنه مع الانفتاح للمشاركة في الدفاع عن حقوق الإنسان على أساس مهني واحترافي، وواصل لعب دوره على رغم كل الصعوبات. أبومنصور يستحق كل التكريم الذي حصل عليه أمس وأكثر، وأملنا ان يستفيد الناشطون في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية من خبراته أكثر، لأنه يستطيع ان يعطي أكثر ولاننا بحاجة إلى مزيد من الجهود المخلصة.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ