العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ

تمزيق اللغة

المنامة-هدير البقالي 

تحديث: 12 مايو 2017

حقيقة. إذ تعتبر اللغة العربية بمثابة "المحرك الأساسي" للأمة العربية في تحديد هويتها الذاتية، يقع هذا ضمن أصالة حضارية غنية بثرائها اللغوي، والذي ينبع من ينابيعها التاريخية المستوحاة من ذلاقة بحر "اللغة" الغني بالأفكار والأحاسيس والأخيلة. والتي بدورها ساهمت بالانفتاح على الوجود و معانقة العالم بطبائعها الفصيحة. من الخطأ. أن تتحول اللغة الفصحى الى "لغة ميته" مشتتة ومشوهة وسط تطور الأشكال العامية الشفاهية ذات السلطة الشائعة على ألسنة الأقطار العربية تخبطا وتخريبا ببلاغة وفصاحة "ملكة اللغة"، اللغة التي فقدت رونقها بالتمزيق غير المروض لها، الهادف إلى هدم مضمونها الأساسي الذي يشكل الرباط الوجداني بالوحدة العربية وأداة التعبير الفكرية لاسيما في البلدان العربية. من غير المرجح التغاضي عن النزاعات اللغوية التي باتت تخترق أذواق العقول والأفكار خلسة، وخصوصا في ظل الحقبة العولمية المهيمنة على الثقافة اللغوية العربية، والمتمثلة بولادة جديدة للاستعمار اللغوي الأجنبي في الاستحواذ الذاتي على وظائف اللغة الأساسية بتأسيس تشكيلات دلالية للغة، واستلهامها بالسيطرة على المادة الكلامية التي من شأنها أن تتستر بعباءة الاستعارات العشوائية للمصطلحات، والوحدات التعبيرية الغربية بافتراض أنها منظمة وجميلة ومنسجمة مع الحداثة. أمر غير مستبعد إخضاع "اللغة" للحظة فارقة وفاصلة من الزمن لأوامر وتوجيهات بيروقراطية عبثية ترفض تلقائيا ما هو متناف ومتناقض ضد قوانينها المصطنعة، والتي تجذر ماهيتها المثقفة لابتكار قاموس لغوي جديد يتشكل مع كل تحول عصري لـ "لغة" غريبة وسطحية، تكمن بوجودها القوانين وليس العنصر البشري آنذاك.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً