العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ

"الموسيقى في البحرين" مصدر مهم لا يخلو من أخطاء

في حلقة على هامش مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الرابع عشر

المنامة-جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

اتفق المنتدون في الحلقة النقاشية الموازية لمهرجان البحرين الدولي للموسيقى الرابع عشر على أهمية كتاب "الموسيقى في البحرين" وعلى أهمية الجهد المثمر الذي أسسه مؤلف الكتاب بول أولسن في المساهمة في الحفاظ على التراث البحريني من الضياع. جاء ذلك خلال الندوة التي شارك فيها كل من الباحث الأنثروبولوجي عبدالله عبدالرحمن يتيم والموسيقي محمد جمال والباحث في شئون التراث جاسم الحربان والتي ناقشت كتاب "الموسيقى في البحرين" لبول أولسن صباح أمس الاثنين بفندق الريجنسي.

أهمية الكتاب

أوضح الباحث الانثروبولوجي يتيم أهمية الكتاب بقوله: "تكمن الأهمية العلمية لكتاب بول روفسنغ أولسن عن "الموسيقى في البحرين" في كونه الأول من نوعه، بل من حيث صدوره عن شخصية موسيقية علمية مرموقة مثل أولسن، اذ كان من بين آخر مسئولياته رئاسته للمجلس العالمي للموسيقى التقليدية منذ العام 1977 وحتى وفاته في العام .1982 وما يزيد من أهمية الكتاب، أي باعتباره الأول من نوعه، هو اعتماده على عمل منهجي علمي، فقد استمد أولسن مادته البحثية من خلال سلسلة من الأعمال الحقلية ابتدأت منذ فبراير/ شباط 1958م في الكويت والبحرين، وأخذته تلك الاهتمامات الحقلية إلى الإمارات وعمان. إذا تكمن أهميته باعتباره شهادة أولسن ومعايشته لفنون شعبية بدأ بعضها يعاني من الاندثار أو التغيير نتيجة التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تمر بها البحرين، آنذاك".

التوثيق العلمي

وأضاف: "وهنا يكمن فضل أولسن، أي بتوثيقه العلمي لتلك الفنون الشعبية مثل: فن الصوت والفجري، الذي امتازت بها البحرين وميزت شخصيتها لثقافية والفنية. إضافة إلى تدوينه الموسيقي لتلك الفنون وملاحظاته الميدانية للفنانين الشعبيين من المؤدين الموسيقيين والمغنين، سواء في الدور الشعبية أو الساحات العامة آنذاك. كما نضيف أهمية أخرى للكتاب، وهي اللغة التي صدر بها، اذ يعد صدور الكتاب بالانجليزية فرصة لعدد كبير من الباحثين والمهتمين للاقتراب العلمي من فنون وثقافة مجتمعات عربية في الخليج مثل البحرين. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن العمل الحقلي والمنهجية العلمية التي اتبعها أولسن قد مكناه من القيام بأعمال توثيقية مهمة لألوان من الموسيقى والغناء ليس في البحرين فقط، وإنما في مناطق ودول خليجية أخرى مثل: الكويت، الإمارات، وعمان. وربما لمن الأنسب أن نصف كتاب بول أولسن "الموسيقى في البحرين" بأنه نوع من السفر الأنثروبولوجي، عبر الموسيقى التقليدية، لاكتشاف الذات بمقارنتها بالآخر غير الأوروبي، ذلك أن أولسن قد بدأ حياته ناقدا موسيقيا ومؤلفا موسيقيا ودارسا لآلة البيانو ومؤلفا وعازفا لها".

مؤلف الكتاب

وتحدث الباحث في التراث الشعبي بن حربان عن مؤلف الكتاب وذكر: "مؤلف هذا الكتاب الباحث الحقوقي الدنماركي بول أولسن سخر حياته للموسيقى العالمية والمحلية الشعبية التقليدية وكان قريبا بمنهجيته من مجتمعاتنا وثقافاتنا.تلك المنهجية مكنت أولسن من القيام بأولى مهامه، التدوين الموسيقي والغناء الشعبي ميدانيا، واضعا أمامنا أولى وظائف البحث العلمي، منتشلا الفنون الغنائية والموسيقى التقليدية من الضياع والاندثار. حتى وان لم يحالفه الحظ في تدوين كل الفنون والموسيقا، ولم تصله بعض من العادات والتقاليد والطقوس بالوجه الصحيح، وذلك يرجع الى عدم ادراك الباحث أولسن بمعطيات كثيرة أولها: اللغة و "اللهجة" وثانيها الوسيط والترجمة، وثالثها طريقة وأساليب الرواة في تحقيق الوجهة الصحيحة في سرد بعض المعلومات "وجود أمية مفرطة بينهم"".

بناء شامخ

وأضاف: "كل ذلك لا يثنينا عن تمجيد هذا الكتاب الذي وضع لنا حجر الأساس لبناء يطول شامخا ولو بعد حين. لقد كان لبول أولسن ملاحظات كثيرة، وثقها موسيقيا من الميدان البحثي، كالدور والساحات العامة التي كانت تزاول بها تلك الموسيقات والأغنيات، وسجل لنا من الأشرطة ذات الجودة العالية في صفاء الصوت فنونا وموسيقا، فكان له الفضل بتوثيقه العلمي والمنهجي في ابراز ما امتازت به البحرين عن غيرها من البلدان وما ميز شخصيتها الثقافية والفنية".

نتيجة متوقعة

بينما أشار جمال الى بعض هنات الكتاب فذكر "بعد قراءتي لكتاب أولسن خرجت بالنتيجة نفسها التي خرجت بها من قبل. وهي أن الباحثين الأجانب، مهما أتوا من مكانة عالية ومهما حملوا من درجات علمية، فالفترات القصيرة التي قضوها عندنا في البحث والتسجيل لا تمكنهم من الالمام بكثير من الجوانب المتعلقة بنمط الحياة الاجتماعية التي عاشها مبدعوا هذا الفن وأصحابه والتي انعكست بدورها على الفن ذاته. فالأستاذ أولسن لم يكن يعلم على سبيل المثال لماذا يتكرر في الأهازيج البحرية نداء الاستغاثة "يا يبه" بدلا من النداء التقليدي عند جميع شعوب الأرض وهو الاستغاثة بالأم... لم يكن يعلم لأنه لم يعايش الحياة الاجتماعية لرجال البحر... ولأن المترجم أو المرافق لم يكن على درجة كافية من الالمام بمثل هذه الأمور".

غير مسئول

واستدرك موضحا: "لا نستطيع بأي حال من الأحوال تحميل الكاتب هذه الهنات الموجودة في الكتاب، فالرجل والحق يقال - عمل جهده في توثيق معلوماته فكان يبعث بالبريد المسجل كما فعل بعد كتابته الى عدد من المهتمين من البحرينيين للمراجعة وكنت أنا من ضمنهم. فهناك بعض الأخطاء التي قد لا يلام عليها المترجم لعدم المامه بلغة أهل الفن والبحر ولكن ما لا يمكن تجاوزه الأخطاء الفنية الكبيرة التي ربما ترسخ جوانب مغلوطة من تاريخنا الثقافي الفني، من تلك الأخطاء في صفحة 75 مثلا التوصيف الخاطىء لطريقة العزف على الطمبورة اذ ذكر المؤلف أن ثلاثة أوتار يعزف عليها بيد والثلاثة باليد الأخرى، بينما الواقع ان العازف يعزف بالريشة "السلاح - المسواقة" على الأوتار جميعها بيد وتتحكم اليد الأخرى بتشكيل النغمات باطلاق الأصابع وكتمها لبعض الأوتار". وأضاف: "هذا مثال واحد فهناك أخطاء أخرى. فقد لاحظت مثلا أن تقسيم أولسن فنون البحر الى قسمين: لفجري بأنواعه الخمسة ويطلق عليها الأغنيات الترويحية، والأهازيج البحرية التي أطلق عليها اسم "خراطي" وهي الأغنيات المرتبطة بالأعمال فوق سطح السفن كسحب المجاديف ورفع المراسي والأشرعة وغيرها".


مهرجان البحرين الدولي للموسيقى ...14 باقات بحرينية وأخرى عالمية

بافتتاح وزير الاعلام وزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الرابع عشر مساء السبت 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري على الصالة الثقافية. يكون المهرجان قطع 14 عاما منذ دورته الأولى. ومهرجان هذا العام وبحسب ما يشير وكيل وزارة الاعلام رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان محمود المحمود في تصريح للوسط يتميز بفعالياته المحلية والخارجية ويدلل على ذلك بقوله: "ليس أدل على نجاحه من أنه استطاع استقطاب أكبر فرقة أوركسترا في الوطن العربي وهي الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية، فلولا نجاح المهرجان وسمعته الطيبة لما غامرت تلك الفرقة الكبيرة بالحضور للمشاركة فيه في الوقت الذي رفضت فيه جملة من الدعوات الكثيرة للمشاركة. واستجابت الى مهرجان البحرين الدولي للموسيقى. ولاشك أن هذه الفرقة لها سمعتها الطيبة ولو كان لديها أدنى شك بهذا المهرجان لما خاطرت بالحضور. ويضيف المحمود: "كما أنني أود الاشارة الى أن هذا المهرجان استطاع أن يمد جسور الثقافة والفنون بين دول العالم وهو الأمر الذي يبدو جليا في عدد المشاركات من الدول الأجنبية. ناهيك عن تميزه بوجود الصالة الثقافية التي تحظى هذه العروض بالعرض عليها لأول مرة بينما لم تحظ العروض في الدورات السابقة بذلك. وفي تصوري أنه لولا نجاح هذا المهرجان لما شكل عامل دفع لانشاء تلك الصالة. أما مستشار وزير الاعلام للموسيقى نائب رئيس ومدير مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الرابع عشر الفنان أحمد الجميري فذكر في كلمته في حفل افتتاح: "أن المهرجان سيضم نخبة من ألمع الفرق الموسيقية على مستوى العالم. فالى جانب فرقة البحرين للموسيقى والتي تحيي اليوم الأول من المهرجان بعزف مجموعة من أعمال الفنان البحريني مجيد مرهون، فهناك فرقة أوركسترا وكورال المنامة في اليوم الثاني والتي ستعزف موسيقى كلاسيكية وغناء كورالي، أما اليوم الثالث من المهرجان وهو المصادف ليوم الاثنين 7 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري فستحييه فرقة الثلاثي الفرنسي". وأضاف: "بينما تطرب فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية الحضور في رابع أيام المهرجان. وللفرقة البحرينية "لاموفيدا" حضورها أيضا في اليوم الخامس من المهرجان. بينما ستشارك الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية في المهرجان في اليوم السادس منه. والفنانة المصرية نسمة عبدالعزيز ستكون ضيفة اليوم السابع من المهرجان وسيكون مسك الختام ببعض الأغنيات والمقامات العراقية من قبل الفنان العراقي حسين الأعظمي وفرقته". ولا شك أن تكريم كل من الفنانين مجيد مرهون ومحمد جمال من قبل المهرجان جاء تأكيدا على عطاء هذين الفنانين القادرين على اتحافنا بكل جديد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً