العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ

أين الشباب من «المؤتمر الموازي»؟

تنطلق في هذا اليوم فعاليات المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل بعد عمل مستمر للتحضير له من قبل اللجنة التحضيرية المنظمة له.

وتكمن أهمية هذا المؤتمر في عملية إشراك مؤسسات المجتمع المدني في طرح رؤاها الإصلاحية من خلال نقاش المحاور التي وضعت، والمكونة من القضايا المتعلقة بالإصلاح والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة وتمكين المرأة والشباب، وكذلك المسائل المتعلقة بإيجاد حل عادل للصراع العربي والإسرائيلي ونزع أسلحة الدمار الشامل، والعلاقة بين دول المنطقة ومجموعة دول الثماني التي أطلقت مبادرة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا.

وعقدت دول الثماني مؤتمرها الأول لمنتدى المستقبل في المغرب، وستجدد هذا اللقاء في منتدى المستقبل الذي سيعقد في مملكة البحرين باعتباره المنتدى الرسمي.

وسعت المنظمات الأهلية في البحرين إلى تشكيل تلك اللجنة ليكون لها دور حقيقي في عملية التغيير والإصلاح في المنطقة، ولتحقق الأهداف التي وضعتها كالدفاع عن حق الشعوب في تحديد رؤيتها وموقفها بشأن هذه المبادرات المشروعات التي تستهدفها وتؤثر على مستقبل أجيالها، وكذلك تقديم تصورات مؤسسات المجتمع المدني والنشطاء بشأن الموضوعات والمحاور المناقشة، في تلك المبادرات والمشروعات التي يتم تنفيذها باسم منتدى المستقبل وخلق أطر للتعاون والتضامن بين منظمات المجتمع المدني وشعوب المنطقة.

وإذ إن مجتمع البحرين مجتمعاً فتياً فمن المتوقع أن يكون للشباب دور بارز في إنجاح هذا المؤتمر، سواء بمشاركتهم في المحاور الخاصة باستراتيجيات الشباب أو المحاور الأخرى، وقد تقدم بعض من النشطاء في المجال الشبابي برغبتهم في المشاركة بأوراق عمل في المحاور الخاصة بالشباب إلا أن الأوراق المتقدمة لم تصل للعدد الذي من المفترض أن يكون بالنسبة لحجم المؤتمر وأهميته. ويبدو أن اللجنة التحضيرية الحالية حرصت كل الحرص على تمثيل الشباب ضمنها، إذ نجد ثلاث جمعيات شبابية مشاركة (جمعية الشبيبة البحرينية - جمعية ملتقى الشباب البحريني - جمعية الشباب الديمقراطي البحرينية)، كما أن المجال كان مفتوحاً لكل الجمعيات الشبابية الأخرى المشهرة بشكل رسمي للدخول إلا أن الاستجابة كانت ضعيفة، وقد يكون ذلك بسبب الإعلام الضعيف لتشكيل اللجنة أو أسباب أخرى سأتطرق لها، فلم يحرص إلا القليل على وضع بصمته في هذه اللجنة. وقبل أيام ظهرت جمعية شبابية تحت التأسيس أعلنت عن عزمها على قيامها بمؤتمر شبابي مواز لمنتدى المستقبل، تضم فئة شبابية ذات صبغة واحدة متشكلة بعدد من المسميات. وبهذا تبقى جميع المشاركات الشبابية محصورة على مجموعة قليلة، وعلى رغم وجود جمعيات شبابية متنوعة مسجلة تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية لها علاقة كبيرة بمحاور المؤتمر الخاصة بالشباب، ولكن أين هي من المؤتمر؟

سؤال يطرح نفسه: أين الشباب من المؤتمر الموازي؟ يبدو أن هناك خللاً في طريقة التعامل مع الشباب في كثير من الأمور، فما حدث في مشروع الاستراتيجية الوطنية للشباب عندما تقلصت أعداد المشاركين الشباب في المشروع وما يحدث اليوم من عدم اكتراث فئة كبيرة من الشباب بالمؤتمر راجع لمسألة عدم إيجاد سبل للتعاطي مع الشباب ومنحهم الثقة الكاملة للمشاركة في قضايا المجتمع، فللمؤسسات الرسمية والأهلية دور كبير في تنشئة هذا الحس وللمدرسة أيضا دور والإعلام، وكذلك على كاهل قيادات الجمعيات الشبابية واللجان الشبابية في الجمعيات السياسية مسئولية كبيرة في وضع خطة لتنمية الشباب وإدماجهم في المجتمع، ويبقى الدور الأكبر ملقى على عاتق المؤسسة العامة للشباب والرياضة في متابعة تطبيق الاستراتيجية الوطنية للشباب والتي ستساهم في خلق كادر شبابي واع مكترث بما يدور من حوله.

حسين الحليبي

العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً