اتحفنا تلفزيون البحرين خلال شهر رمضان المبارك بمسلسلين محليين هزيلين في جوانهما الفنية والدرامية، فبعد ان صمنا ما يقارب من العام الكامل بانتظار عمل محلي يثلج الصدور خرج الينا جنين ولكنهما مشهوهين وبحاجة الى فترة طويلة حتى يكتمل نموهما.

فإذا جئنا الى المسلسل الأول وهو «دروب»، فهناك الكثير من المآخذ عليه أولها العادات والتقاليد التي نسفها عن بكرة ابيها، فهل كانت جداتنا عندما يطرق زائر باب بيوتهن يخرجن سافرات متبرجات من دون حجاب أو «دفه» أو حتى رداء يستر عوراتهن؟ وهذا الامر يتجسد في الشخصية التي تقمصتها الفنانة أحلام محمد، اذ لم تخش الخروج الى الفنان علي جمعه بكامل حلتها عندما كان يطرق الباب طالبا تسديد ايجار المنزل، والحال كذلك بالنسبة لبنات الفنان محمد البهدهي اللاتي لم يكن هناك حياء يمنعهن من لقاء واستقبال الفنان علي الغرير وهن سافرات.

لا شك ان الاعمال الدرامية تعكس واقع المجتمع البحريني من المشاهدين في كثير من الدول العربية الأخرى التي تتابع برامجنا ومسلسلاتنا عبر قناة ليست أرضية بل فضائية تصل الى القاصي والداني، فهل كانت هناك وقفة من قبل المخرج والمؤلف بالتثبت من واقع المجتمع في الحقبة أو الفترة الزمنية التي تناولها المسلسل قبل الشروع في تنفيذه؟!

ومن الملاحظات التي تعبر عن خلل في بناء القصة من الناحية الدرامية، فالشرطة كانت تبحث عن الفنان وليد جناحي الذي من جهته طعن الفنان مبارك خميس قبل ان يسافر الى لبنان وقامت من جانبها بتفتيش منزله، فلماذا عندما عاد لم تلق القبض عليه؟ وهل كان القصد تنطيط المسلسل أم ماذا؟

أما فيما يتعلق بالمسلسل «عذاري» فحدث ولا حرج، فخلاف ان بطلته هي المعصومة عن الخطأ والمترفعة عن الزلات فإن هناك سؤال آخر ينتظر جوابا من كاتبة القصة وهو لماذا تناول المسلسل مسألة وجود فتاة في «حوطة» لوحدها بين ثلة من الشباب على رغم ان هذه الحالة تمثل استثناء؟ وهي حالة لن نقول إنها غير موجودة ولكن نسبة حدوثها يقدر بواحد في المئة أو أقل، فمن يقبل بأن تبات ابنته خارج المنزل مع شباب في مكان معزول عن المجتمع وهم مجموعة تختلف أيدلوجياتهم وتوجهاتهم والمشكلات الاجتماعية التي افرزتهم؟

من واجب وزارة الاعلام ان تتمحص في المسلسلات المذكورة التي عرضت في الشهر الفضيل، وتراجع نفسها في النصوص التي سمحت بتمريرها لتشوه صورة المجتمع البحريني في اوساط المجتمعات الأخرى، ولا ننس ان التلفزيون وسيلة لا تقل خطورة عن وسائل الاعلام الأخرى الواسعة الانتشار