العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ

السياحة البحرينية بعيون عربية

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

في لقاء عابر لي مع السائحة الأردنية «سحر نصرالله» قالت: إن نظرتها وخلفيتها عن البحرين تغيرت بعد أن حطت رحالها في إجازة عيد الفطر المبارك على أرض البحرين. وتقول: كانت نظرتي للبحرين لا تتعدى كونها جزيرة محاطة بالماء من كل جانب، خالية الوفاض من أي معنى للحضارة أو للتراث الإنساني أو الثقافة أو التقدم. هذه الخلفية الثقافية للسائح العربي تعطينا حق السؤال عن برامج ترويج البحرين كدولة سياحية في الخارج.

تقوم الدول بعملية ترويج لسياحتها بضخ الأموال على الترويج والدعاية لثقافتها وحضارتها وباللغة التي يفهمها القطاع المستهدف، أي بلغة بسيطة غير معقدة تفي بالغرض.

وتتحدث «سحر» عن زيادة مشكلات المخمورين في البحرين و«إن هناك الكثير من المشكلات التي قرأتها من صحافتكم المحلية تثبت أن سياحتكم تقتصر على نوع واحد من السياحة وهو...

لاشك أن مردود السياحة له أثر فعال في اقتصادات الدول، والسياحة المطلوبة في بلد عاداته وتقاليده عربية وإسلامية - ينبغي وضعهما في الاعتبار حين الحديث عن صناعة السياحة... إنه من الممكن الاستثمار في السياحة الثقافية، وهي التي تستند إلى ثقافة البلد وتاريخه وعراقة ماضيه وتشمل المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والصناعات التقليدية، وتنظيم الفعاليات الثقافية مثل المعارض أو المهرجانات. وذلك لا يتوافر إلا بتهيئة شرائط محددة يجب تحقيقها، تقوم بها الدولة والقطاع الخاص معاً.

وبلادنا تزخر بأشكال مختلفة وأساسية؛ تراث جذاب، تاريخ طويل وثري مذ الحقب المديدة؛ من عصر دلمون وتايلوس وأوال... إلخ، وهذه المعالم التاريخية، والفنون والتقاليد الشعبية والحفلات الفنية الراقية والصناعات التقليدية كالنسيج والفخار... كما وان للمناظر الطبيعية الرائعة في «العرين» ما يهيئ الوضع لصناعة سياحة صحراوية لما يحتويه العرين من حيوانات وطيور مختلفة، وعلى رغم أن إدارة العرين تبذل جهودا مشكورة في الترويج للسياحة الصحراوية إلا أنها لحد الآن لم تستطع لفت نظر السواح المحليين فضلا عن الأجانب وإقناعهم بالاطلاع على ما يحتويه العرين! ولعل من المناسب لإدارة العرين وضع خطط وبرامج ترويجية وإقامة فعاليات متعددة لجذب السواح. كل هذه العناصر الداعمة للسياحة في بلادنا لا يتم تجنيدها في خدمة صناعة السياحة.

كما أنه يجب الاعتماد، وبشكل أساس، على عنصر طيبة الشعب البحريني المضياف، رغم ما يمثله هذا العنصر فإنه غائب تماما في عملية صناعة السياحة في بلادنا. فالسائح من المهم عنده أن يكون موضع ترحيب دائم واستلطاف من قبل شعب البلد المضيف... وتختم «سحر» حديثها العابر «إن المنظر العام للاستقبال في المطار لم يكن لائقا ولا يعكس طبيعة البلد وشعبها، إذ رأيت تكدسا بشريا أشبه ما يكون كمنظر أناس هلعى من كارثة في إحدى الدول الآسيوية». على هذا الأساس يجب الاهتمام من قبل القطاع السياحي والطيران المدني لكي يتم تحديد مكان خاص للسائحين بدلاً من تكدسهم مع غيرهم.

هذه رسالة سائحة عربية أتمنى أن تكون وصلت للمسئولين عن السياحة، وعليهم البحث عن خيارات أخرى لجذب السواح بدلا من التركيز على «السياحة السوداء» وتحويل البلاد إلى «ماخور» خليجي تمارس فيه مختلف أنواع الرذيلة والاستهتار بمشاعر أهل البلد

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1158 - الأحد 06 نوفمبر 2005م الموافق 04 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً