كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن فترة التوقف لدوري الدرجتين الأولى والثانية لكرة القدم والتي تصل إلى 3 شهور بعد 4 جولات تم لعبها في الدوري وبالتالي هذا التوقف سينعكس بالسلب على أداء كل الفرق فنياً وبدنياً ونفسياً إضافة إلى الأمور الإدارية والمالية.

هنا بدأت الأندية تصب جام غضبها على اتحاد الكرة وتلومه لعدم قدرته على التخطيط بحسب روزنامة البطولات الخارجية لتفادي مثل هذه التوقفات المميتة.

الاتهامات متبادلة بين اتحاد الكرة والأندية، كل منهما يرمي الكرة في ملعب الآخر من دون أن نرى في الأفق حلولاً جذرية لهذه المعضلة الحقيقية.

الطرفان يتحملان المسئولية الكاملة وإن كانت الأندية هي الأكثر في تحمل المسئولية. وهذا ليس دفاعاً عن اتحاد الكرة ولكن الواقع هو الذي قال ذلك من خلال عقد الاجتماعات قبل انطلاقة الموسم في كل عام، إذ يدعو الاتحاد كل الأندية المنضوية له في الدرجتين الأولى والثانية لتدارس ومناقشة الخطة العامة وبرنامج الموسم الجديد وعبر رسالة ترفع من اتحاد الكرة للأندية بإرسال مقترحاتها للاتحاد قبل الاجتماع لتتم مناقشتها بحضور كل المندوبين. ولكن للأسف الشديد ومن خلال متابعتنا وحضور بعض هذه الاجتماعات أن الأندية ومن غير مبالاة تقوم بإرسال مندوبيها وهم إما إداريون في الفئات العمرية أو حتى خارج هذا النطاق، ما ينعكس على الرأي المطلوب خلال المناقشة. وهذه سلبية كبيرة ترتكبها الأندية بحق أنفسها من دون وعي وإدراك بأهمية الحضور بأعلى مراتب المسئولين في الأندية كرئيس النادي أو نائبه أو أمين السر لأن المناقشة تحتاج للرأي الحاسم من النادي ولكن إذا ما حضر إداري في الفئات العمرية من أجل الحضور فقط ولا يبدي أية ملاحظة، فما الذي تريده الأندية من التطوير؟

أضف إلى ذلك أن الاتحاد يعطي الأندية فترة زمنية محددة لإرسال مقترحاتها ولكن للأسف الشديد لم نر من 19 نادياً سوى اثنين أو ثلاثة فقط ممن رفعوا مقترحاتهم والبقية نيام نيام. وتتم مناقشة شكل الدوري بين الأخذ والعطاء وبعدها تقر المسابقة في الشكل الجديد وعندما يصدر تعميماً من اتحاد الكرة بإبلاغ الأندية عن تاريخ إغلاق باب تسجيل اللاعبين تقوم القيامة وتحشد الهمم في الإعلام الرياضي ويتم توجيه صنوف الاتهامات للاتحاد ولجنة المسابقات بهذا الشأن مع أن هذا الأمر تم إقراره في اجتماع الأندية مع الاتحاد كما حدث هذه المرة في غلق باب التسجيل وفي فترة التوقف الطويلة.

لجنة المسابقات اقترحت على الأندية أن ينطلق الدوري في فبراير/ شباط المقبل ولكن الأندية رفضت وهي من طلبت أن تلعب 4 جولات ومن ثم يتوقف الدوري وهي (الأندية) تعلم جيداً أن المنتخب الوطني سيشارك في «خليجي 20» باليمن ونهائيات كأس آسيا بالدوحة وبالتالي هي تعلم أن فترة التوقف ستصبح طويلة ولكن لم نر أي نادٍ اعترض على هذه الفترة سوى نادٍ أو اثنين فقط والسبب عدم حضور أي مسئول كبير في هذه الأندية لمناقشة شكل الدوري.

إذا كان هكذا تفكير الأندية بالنسبة إلى الاجتماعات مع اتحاد الكرة بالسلبية فكيف نطالب الاتحاد بتطوير مسابقاته السنوية؟ التطوير لا يتم إلا بتعاون الطرفين وألا تضيع كل الجهود ولابد للأندية من رأي ولا يجوز للاتحاد أن يفرض رأيه من دون موافقة الأندية ولكن هذه الأندية في سبات مطبق وبعدها تريد التعديل بعدما اتفقت على أمور الدوري.

أيتها الأندية أنتم من ارتكب هذه الأخطاء وأنتم تتحملون الجزء الأكبر في هذه الاستراتيجية الخاطئة والتي تقود كرتنا إلى الهاوية في دوري بلا طعم ولا ذوق كما كان في كل موسم، فلا يجوز لكِ أن تتكلمي الآن وأنت سلبية في تلك الاجتماعات. والصبر مفتاح الفرج.