العدد 1156 - الجمعة 04 نوفمبر 2005م الموافق 02 شوال 1426هـ

أراضي البلاد كالكعكة في عيد الميلاد!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

أبناء الوطن ينتقلون من شقة إلى شقة ومن "داعوس" إلى "زرنوق" بحثا عن الشقة الأرخص، والبعض الآخر يقضي الليالي يحلم ببيت إسكان أو قطعة أرض يبني عليها منزل الأحلام. .. في حين تتمتع قلة من الناس وتستأثر بالكعكة التي يتم تقطيعها اربا اربا وتهضمها هنيئا مريئا... وتثري هذه القلة ثراءا فاحشا من دون حد. ينص الدستور البحريني على إلزامية توفير الدولة مسكنا ملائما للمواطنين... وأحد أسباب اختلال ميزان العدالة والعدل في هذا الوطن هو سوء توزيع الثروة. وتوزيع الأراضي هو من الأشياء الملموسة في حياة المرء، ويتجلى بصورة فاقعة في عملية توزيع أراض كبيرة على عدد قلة من المواطنين وبحسب الانتماء العرقي أو القبلي/ العشائري، وتزيد حصة المرء من كعكة الأراضي بقدر نفاقه ومقدرته على عزف نوتة التمجيد السياسي، هذا أساس توزيع الأراضي وليس على أساس أن المواطنين سواسية في الدولة! موضوع الأراضي أوقعنا في أزمة مصدرها وسببها الرئيسي هو غياب قانون ينظم توزيع الأراضي، وبالتالي أصبحت أراضي البلاد ككعكة يتم توزيعها في عيد الميلاد، ومن حضر المولد وأعلن بالصوت المدوي نفاقه، ونثر شعره وقافيته على علية القوم قبض الثمن، وأما من "تحسبهم أغنياء من التعفف" فقد فاتهم الفوت... والفوت "foot" هو وحدة قياس الأراضي، و"فوت" المواطن يعادل هكتار وزير أو حتى غفير لدى الوزير إن كان مرضيا عنه و"واصل" ولديه خبرة ومعرفة دقيقة بتفصيلات عملية لثم النعل والأحذية. هكذا، يصبح البحريني غريبا في وطنه المستباحة أراضيه والمسفوحة ثروته على عتبات الأسياد وأصحاب السلطة والنفوذ... البحريني غريب بكل ما تعنيه الكلمة... لذلك، فإن إعادة الأراضي المنهوبة "أو الموهوبة" وسن قانون ينظم توزيعها هما رغبة شعبية، وإن جاءت متأخرة "بعد خراب البصرة"... إلا أن بلدانا كثيرة تمت فيها عملية استعادة المنهوب من أراضيها وإعادة توزيعه بالعدل والقسطاس وبمراعاة صارمة لمقتضيات العدالة الاجتماعية بين المواطنين، وعلى سبيل المثال: في إيران والأردن وغيرهما من الدول تمت عملية استعادة وإعادة توزيع الأراضي... من يبتغي الإصلاح وتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية بين المواطنين يستطيع فعل ذلك في البحرين، ولكن لذلك شرائط يجب تحقيقها، منها: أن تكون الرغبة متواصلة ومتأصلة "وليست طارئة أو دعائية انتخابية أو من أجل تحصيل شعبية سياسية"، وأيضا تكون عملية الاستعادة موثقة بالأرقام. أعتقد أن "وعد"، وإبراهيم شريف السيد تحديدا، قدير على كشف التجاوزات بالأرقام ومن ثم المحافظة على ما تبقى من أراض واستعادة المنهوب منها؛ بشرط التعاون مع النواب والكتل في المجلس الوطني "كتلة المنبر، الأصالة، الإسلامية، والمستقلين". إن هذه المهمة صعبة جدا وتوقيتها حرج لأبعد الحدود... ولكن كلنا أمل أن يتم ذلك قبل فوات الفوت على المواطنين والأجيال اللاحقة. وكل عام والوطن، الناس والحجر، بألف خير. عطني إذنك... بحسب الأخبار المؤكدة من عدة جهات، سيصل إلى البلاد ثلاثة من أبناء البحرين المفرج عنهم من سجن غوانتنامو اليوم - وسط صمت مطبق بشأن التوقيت ومكان الوصول، في حين ان الإخوة الكويتيين المفرج عنهم تم التصريح من قبل حكومتهم بكل شيء متعلق بعملية الإفراج، ويبدو أن شفافية الحكومة الكويتية تفوق شفافية حكومتنا الموقرة، أم ان في الأمر سرا لا نعرفه! المهم، الحمدلله على السلامة، وإن شاء الله يتم الإفراج عن البقية عاجلا ليس آجلا، اللهم آمين. ونتمنى أن تبادر الحكومة بإعادة تأهيل الإخوة المفرج عنهم للانخراط في الحياة العامة، ومحو آثار جرائم التعذيب والعسف والحرمان التي مورست ضدهم.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1156 - الجمعة 04 نوفمبر 2005م الموافق 02 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً