ذكرت إحدى الصحف اليومية البحرينية أن ديون الموظفين في البحرين بلغت مليارا و300 مليون دينار وهذا يجعل معظم شعب البحرين يعيش في أزمة الديون الطاحنة وخصوصا للطبقة المحدودة الدخل. ما يجعل أفراد تلك الأسر تحت ضغوط عصبية ينتج عنها التوتر والمشاجرات ومن ثم تتشوه العلاقات الانسانية في تلك الأسر والنتيجة تزايد الخلافات ومن ثم الطلاق أو الخيانة أو العنف للتنفيس عن هذه الضغوط الناتجة عن هذه الديون. لماذا يضع الموظفون أنفسهم تحت هذه الديون المتعددة التي لا تبقي إلا القليل من رواتبهم مما لا يكفيهم لاحتياجاتهم الأساسية فيضطرو إلى المزيد من الديون وزيادة الضغوط النفسية والمشكلات الناتجة عنها ومساوئها التي تنخر في بناء هذه الأسر التي كانت تسعى نحو السعادة فوجدت نفسها بسبب هذه الديون تتنفس التعاسة والشقاء والتعب النفسي؟ لماذا لا يفكر هؤلاء الموظفون في العيش ببساطة وقدر ما تسمح لهم رواتبهم مثلما يفعل الناس في الدول المتقدمة؟ إذ يقسمون رواتبهم على بنود تتركز على الأهم من الاحتياجات ثم المهم ثم غير المهم... لينفقوا عليها رواتبهم بقدر أهميتها. فلا يعيشون هم الديون ومد اليد إلى الغير أحيانا لسد احتياجاتهم الأساسية مثلما تفعل بعض الأسر البحرينية. هناك مع الأسف أسر راتب الزوج فيها 900 دينار وعلى رغم ذلك لا يبقى من راتبه إلا 150 دينارا والباقي يدفعه لتسديد ديون الأسرة من أجل شراء سيارة فخمة وأثاث راق وبناء منزل جميل المظهر خارجيا. وتتحول حياتهم في النهاية إلى أزمات متوالية بسبب الديون، ورواتب الموظفين البحرينيين ضعيفة أو متوسطة ولم ترتفع مع الأسف الا بنسبة طفيفة، فكيف يواجهون تسديد ديونهم؟ ويلاحظ أن أكثر هذه الديون هي من أجل المظاهر الاستهلاكية مثل بناء منازل فخمة نراها على طول شوارع البحرين. ومن يشاهدها يعتقد أن أصحابها من المقتدرين لكننا نكتشف فيما بعد أن أصحاب البيت يرزحون تحت الديون من أجل اكمال البيت. ولا يتوافر لديهم المال لتأثيثه. وأحيانا حتى لاكماله. في إحدى الزيارات للعزاء... دخلت بيتا فخما جدا من الخارج لموظفة قديمة في إحدى الوزارات، ففوجئت بالرخام الفخم به يمتد إلى أرضية البيت كله. لكن البيت خال من الأثاث. وغرفة الجلوس بها اثاث رخيص وستائر لا تتماشى مع فخامة المبنى لرخص أسعارها وعدم تناسب ألوانها التي حتى مع الرخام. وسألت نفسي... لماذا يتجه الناس المحدودي الدخل إلى هذه المظاهر الكاذبة التي يرزحون تحت ديونها؟ أما كان الأفضل لهم لو بنوا بيوتا بسيطة وأنيقة بأثاثها وجو الاسترخاء في أجوائها الأسرية؟ كما أن بعض الزوجات لا يراعين بسبب جهلهن محدودية رواتب أزواجهن فيرغمونهم على الاستدانة من المصارف للظهور أما صديقاتهن بمظهر أنيق. إننا بحاجة إلى توعية إعلامية بخطورة الديون على استقرار الاسرة: "وان القناعة كنز لا يفنى". وأن كل شخص عليه "أن يمد رجليه على قدر لحافه" حتى لا تقع تلك الأسر في مشكلات وضغوط نفسية بعض نهاياتها مأسوية. كما أن الواجب على وزارة التربية والتعليم يفرض عليها إدخال منهج في المراحل الاعدادية والثانوية عن الترشيد الاستهلاكي، بأن يوزع الراتب في الأسرة بحسب أولوية احتياجاتها الحاضرة والمستقبلية. كما إني أعتقد أن البحرين بحاجة إلى خطوط مواصلات متقدمة وراقية، وتصل إلى كل مناطق البحرين ليتمكن الموظف الضعيف ومحدود الدخل من الاستغناء عن السيارة. فيخف الضغط على الشوارع. ويساهم ذلك في تقليل تلوث البيئة ويستطيع الموظف الذي لديه سيارة واحدة أن يحتفظ بها لمدة طويلة. فلا يضطر بعد فترة إلى طلب قرض من المصرف لتغييرها، وذلك لعدم استخدامها دائما.
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1156 - الجمعة 04 نوفمبر 2005م الموافق 02 شوال 1426هـ