قالت الاختصاصية الأولى للتربية الخاصة بإدارة التعليم الابتدائي فاطمة العريض: "ان وزارة التربية والتعليم تهتم بالموهوبين والمتفوقين مترجمة توجهات مملكة البحرين التي تعد الإنسان أغلى ثروة لديها وتعول عليه في إحداث التقدم والتنمية والازدهار"، مؤكدة "أن مدارس البحرين اهتمت بالموهوبين والمتفوقين منذ فترة طويلة، وجاءت البرامج المخصصة لهذا الغرض استكمالا لجهود الميدان، واليوم تتوج وزارة التربية جهود السنين باعتزامها افتتاح مركز رعاية الموهوبين وذوي الاحتياجات الخاصة مطلع العام 2006م والذي يعد إضافة نوعية لدعم التفوق والموهبة وتنمية الإبداع والابتكار، وهو نتيجة لحاجة ملحة في طريق دعم هذه الفئة". وأضافت العريض "أن المتفوقين هم فئة فريدة يختلفون عن أقرانهم في القدرات والمواهب والميول والنضج النفسي والاجتماعي والجسمي وهم أكثر الفئات نشاطا وتعقيدا وهنا يجب عدم إهمالها لأن الإهمال يجعلها أكثر حساسية نحو البيئة المدرسية التي ترتكز على التلميذ العادي، الأمر الذي يضاعف شعور هذه الفئة بالإحباط وتترتب على ذلك محاولة التلميذ الاندماج في الجماعة المدرسية ويخفي تفوقه العقلي ليتأقلم مع التلاميذ والمعلمين". وأشارت العريض الى "ان من أهم المشكلات التي واجهتنا مع بداية التطبيق الفعلي للمشروع عدم وجود خطة واضحة لرعاية المتفوقين والموهوبين والحاجة إلى تواصل أكبر بين اللجنة وأجهزة وزارة التربية التي يمكن الاستعانة بها في تخطيط وتنفيذ البرامج، ونقص الأدوات والمقاييس المستخدمة للكشف عن المتفوقين والموهوبين، وقلة الكوادر المتخصصة لتعليم هذه الفئات". وأكدت العريض "أن الوزارة بصدد وضع التصور النهائي للهيكل الإداري للمركز بعد أن ينتهي ديوان الخدمة المدنية منه، ويضم سبع وحدات نوعية يرعاها 44 خبيرا واختصاصيا وفنيا وهي وحدة المواهب الأكاديمية ووحدة المواهب الأدائية ووحدة الإعاقات التعليمية ووحدة الإعاقات الجسدية ووحدة التشخيص ووحدة التدريب والتطوير ووحدة التجهيزات والأثاث بالإضافة إلى المركز الذي يرأسه خبير". وأوضحت العريض "أن هذه الخطوة تأتي بعد قيام فريق الكشف عن الطلبة الموهوبين بمجموعة من الخطوات لاختيار الطلبة لمركز الموهوبين كإرسال استمارة معدة لهذا الغرض إلى جميع مدارس المملكة الحكومية، وتسلم البيانات الخاصة بالطلبة المرشحين والتي تم إدخالها في الحاسوب "برنامـــــج SPSS"". وفيما يتعلق بالعلاقة بين مركز الموهوبين وبرنامج رعاية المتفوقين أكدت العريض أنها ستكون بالتأكيد تكاملية وستنسق الجهود بين البرنامج الذي يعمل في الميدان والمركز الذي يستقبل الصفوة، وهدفهما واحد وهو تنمية الموهبة والتفوق والإبداع في جميع مراحل التعليم الأساسي، مشيرة إلى أن الميدان التربوي يقدم معلومات حيوية للمركز مثل إتقان الطالب الكفايات الدراسية، ونتائج اختبارات الذكاء، وترشيح المعلمين، وترشيح الزملاء، وترشيح أولياء الأمور، والتزكية الذاتية، واختبارات الدافعية وغيرها، وذلك تمهيدا لتقديم خدمات تربوية خاصة ومتنوعة تساعد على تنمية القدرات العقلية والابتكارات لهؤلاء الطلاب في المدرسة والمركز. واما بالنسبة إلى الآلية المتبعة لكشف الموهوبين والمتفوقين المرشحين للمركز فقالت العريض: "ان إدارة التعليم الابتدائي شكلت فريقا خاصا لكشف الموهوبين في المراحل الدراسية الثلاث، وقد أنجز هذا الفريق سبعة جداول تضمنت تصنيف المواهب المطلوبة، وإعداد المدارس التي قامت بتسليم الاستمارات بعد ملئها إلى الوزارة موزعة على المراحل الدراسية الثلاث، والتي بلغ عددها 191 مدرسة من أصل 199 مدرسة، كما توضح الجداول أن عدد الطالبات المرشحات أكثر من الطلبة الذكور، وأن نسبة الطلبة غير البحرينيين المرشحين للمركز تمثل 4,1 في المئه، وتشير الجداول إلى أن أكثر المواهب التي تم ترشيح الطلبة بناء عليها هي الأكاديمية واللغوية والفنية، مشيرا إلى "أن نتائج الموهبة الموسيقية من أقل المواهب حضورا وتأتي الموهبة التقنية في ذيل القائمة، وبرزت المواهب بشكل أكبر أولا في الصف السادس، وثانيا في الصف الثالث الإعدادي، وثالثا في الصف الخامس، ودلت النتائج على أن أقلها موجودة في الصف الأول الابتدائي الذي برزت فيه الموهبة الفنية بصورة أكبر كما برزت في الصف الثاني الابتدائي والأول والثاني الإعداديين، في حين برزت الموهبة الأكاديمية في الصفوف الرابع والخامس والسادس الابتدائي والثالث الإعدادي، ويتضح أن الموهبة اللغوية كانت أكثر وضوحا من غيرها في صفوف الثالث الابتدائي والأول والثاني والثالث الثانوي". واكدت العريض أنه في ضوء النتائج التي حصلت عليها اللجنة اقترحت لجنة الكشف عن الموهوبين أن يكون الطالب بحريني الجنسية، وأن تتوافر في الطالب المرشح ما لا يقل عن أربع مواهب مختلفة من بينها الموهبة الأكاديمية، وألا يكون الطالب في الصف الأول الابتدائي أو الثالث الثانوي، وتم اختيار الطلبة الذين تنطبق عليهم الشروط السابقة من خلال الرجوع إلى البيانات التي تم رصدها في برنامج spss. إلى ذلك، أضافت العريض "أن الوزارة ماضية في إجراء الخطوة التالية من مرحلة الكشف عن الطلبة الذين تم اختيارهم في المرحلة الأولى بحسب طبيعة البرامج التي ستقدم في المركز"، موضحة "أن الوزارة اختارت 112 طالبا في المرحلة الأولى للكشف عن المواهب وتبقى 1774 طالبا ستقدم لهم خدمات ونشاطات متنوعة عبر الأندية المدرسية، مع إمكان ترشيحهم لاحقا إذا ما ثبتت اهليتهم لدخول المركز"، مؤكدة أن الوزارة تولي اهتماما بالغا لتنمية المواهب الطلابية