العدد 1156 - الجمعة 04 نوفمبر 2005م الموافق 02 شوال 1426هـ

قاسم: لن نتراجع عن ضمانات "الأحوال الأسرية"

أمام آلاف المصلين في خطبة الجمعة

الوسط-محرر الشئون المحلية 

04 نوفمبر 2005

جدد الشيخ عيسى أحمد قاسم موقفه من قضية قانون أحكام الأسرة، معلنا تصميم العلماء على المضي قدما في توفير ضمانات دستورية مجزية، وعرض مسودة القانون على المرجعية الشيعية في النجف الاشرف شريطة لتقنين "الأحكام الأسرية". وفي حين تجنب قاسم التعليق في خطاب ألقاه أمام آلاف المصلين أمس، على دعوة الحوار الرسمية، إلا أن مكتب البيان الناطق باسمه وجه رسالة إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي ردا على دعوتها للحوار مع العلماء.


الفضالة في خطبة الجمعة: أمتنا تعاني من أزمة أمانة...

قاسم يؤكد المطالبة بضمانات "أحكام الأسرة"... والعصفور يرفض تسييس الهلال

الوسط-حيدر محمد

جدد الشيخ عيسى أحمد قاسم موقفه من قضية قانون أحكام الأسرة، معلنا تصميم العلماء على المضي قدما في توفير ضمانات دستورية مجزية شريطة لتقنين "الأحكام الأسرية"، فيما رفض الشيخ ناصر العصفور "تسييس مسألة الهلال، لأنها خاضعة للموازين الشرعية". وفي حين كرر الشيخ جمعة توفيق دعوته إلى استخلاص ثمار شهر رمضان المبارك لتعكس واقعا جديدا لدى الفرد والمجتمع، رأى الشيخ ناصر الفضالة أن السبب الرئيسي لتردي واقع الأمة يعود لمعاناتها من "أزمة أمانة".

قاسم: أي قانون للأحوال الشخصية نريد؟

في خطبة الجمعة المركزية بجامع الدراز تساءل قاسم: "هل أحكام الأسرة مما قضى الله ورسوله فيها أمرا أم لا؟ وهل أحكام الأسرة مما حكم به ما أنزل الله أو مما لم يحكم به ما أنزل الله على رسوله "ص"، ثم أليس "حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة"؟". وتحت عنوان "لماذا القانون؟" طرح قاسم الأسباب الإعلامية التي يطرحها دعاة القانون بلا ضمانات كافية مبينا "صعوبة الرجوع إلى الرسائل العملية وكتب الاستدلال لاستخراج الأحكام القضائية، عدم اعتماد مصدر محدد في الأحكام والانفتاح على أكثر من رسالة عملية وكتاب استدلالي يربك موقف المدعي والمدعى عليه والمحامي، ويحرمهم الوضوح الكافي والاطلاع الكافي في القضايا التي هي محل التداعي والاهتمام وتكثر الحكم في الواقعة الواحدة بتكثر الفتاوى التي يتفاوت القضاة في الرجوع إليها". وأضاف قاسم قائلا: "هذه هي الأسباب الإعلامية، وهذه كلها لو صدقت لعالجها قانون تحميه الضمانات العلمائية من التلاعب الذي يحرفه عن الشريعة "..." أما ما هي الخلفية الحقيقية للإصرار على هذا القانون، فهناك مطالبة تاريخية تمتد زمنا كانت تركز على قانون للأحوال الشخصية تتمتع من خلاله المرأة بالحقوق التي تمتعت بها المرأة في الغرب كما يدعون، وتقترب بالحياة التشريعية في هذا البلد إلى النمط التشريعي في البلاد الغربية. ومطلوب أن يشيع التصويت الديمقراطي بالنسبة للأحكام الشرعية والمطلوب من القانون أن يكون قانونا قابلا للتغيير إن لم يمكن الانحراف به عن خط الشريعة اليوم صار ذلك ممكنا غدا. وخوفهم من الضمانات لأنها تقف في وجه هذه التعديلات والتغييرات، وهذا ما يعطيه ظاهر العبارة بكل وضوح". من جهة أخرى، علق قاسم على التصريح الذي نقلته صحيفة "الوسط" على لسان مساعد وكيل وزارة الخارجية الاميركية لشئون الشرق الأدنى سكوت كاربنتر الذي كشف عن احتضان البحرين مؤتمرا إقليميا عن القوانين الأسرية في الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا مطلع العام المقبل. وقال قاسم: "أي تحسين لوضع المرأة هو تحسين على الطريقة الأميركية، ومن منطلق النظرة الاميركية وبما ينقل الساحة كل الساحة إلى الرؤية الاميركية. يبدو أن المرأة المسلمة محظوظة جدا من دون أخيها الرجل في السياسة الاميركية "..." وقانون الأحكام الأسرية - كما يريدونه لا كما نريده بضمانات كافية - يعني تأهلا للمؤتمر القادم، ويعني طلب تزكية من اميركا، وطلب شهادة شرف، وشهادة تقدم، لأننا سنكون قد سبقنا البلدان الأخرى في الأخذ بالمرأة في الاتجاه الغربي، وسبقنا البلاد الأخرى على خط التشريعات الغربية، وطرد القرآن من المساحة المتبقية في حياة المسلمين". وتحدث قاسم عن الضمانات التي يشترطها العلماء قائلا: "يجب أن ينشأ القانون شرعيا ويبقى شرعيا، وشرعيته بموافقة المرجعية الدينية العليا، واخترنا أن تكون المرجعية في النجف الأشرف عليه ابتداء وعند أي تغيير ولو طفيف لا بموافقة المؤسسة التشريعية الوضعية. فإن موافقة المؤسسة التشريعية الوضعية على أي تغيير واضح جدا أنها لا تمثل حكم الله، وأي مجلس وطني لا يمثل مرجعية دينية لأي فرد مسلم. وترك مصير القانون بيد أية مؤسسة وضعية معناه توقيع منا على مجافاة الإسلام. كما لابد من مادة دستورية ضامنة لمؤدى البندين السابقين، وغير قابلة للتغيير". وأكد قاسم أن الضمانات التي يتطلبها العلماء موقف عقلائي بقوله: "كل العقود والعهود والمواثيق تقوم على طلب الأطراف الداخلة فيها كل الضمانات التي تكفل لها مصلحتها. ما من عقد ولا عهد ولا ميثاق إلا ويحاسب الأطراف فيه على مستوى الكلمة، والحرف الواحد من أجل ضمان مصلحة هذا الطرف، وضمان مصلحة ذلك الطرف".

توفيق: لا تنقضوا العهد مع الله

وبدوره تحدث الشيخ جمعة توفيق في خطبته بجامع مركز سار الإسلامي عن أهمية الاستفادة من الدروس التي غرسها فينا شهر رمضان المبارك. وقال توفيق: "لقد مضى شهر رمضان أو ولى شهر رمضان، والعبارة بحسب قائلها، فمن صام شهر رمضان بحق وبصدق فيقول مضى شهر رمضان بحسرة وأما من استغله وصامه بضجر فيفرح لذهاب رمضان، والعلة في ذلك أن بعض الناس يعلمون أن الله عز وجل يجري في شهر رمضان من الأجور ما لا يجري في غيره من الشهور، ولذلك يفرحون بقدومه فرح الغائب بقدوم غائبه وحبيبه، وهؤلاء لا شك هم المؤمنون الصادقون "..." وفي مقابل ذلك تجد طائفة أخرى من الناس يستثقلون هذا الشهر الكريم ويستعظمون نزوله فهو كالضيف الثقيل، ثم يعدون أيامه وساعاته ولياليه وهم يعيشون على اعصابهم ويفرحون بكل يوم يمضي وليلة تفوت حتى إذا قرب العيد بدأت قلوبهم ترفرف فرحا بقرب خروج هذا الشهر، وذلك لأنهم لم يقدروه حق قدره وقد اعتادوا على اللذات، اعتادوا على الشهوات، فضلا عن اللذات المحرمة، فوجدوا في هذا الشهر مانعا وقيدا يحبسهم ويحول بينهم وبين لذاتهم فاستثقلوه واستطالوا أيامه ولياليه". وأضاف توفيق "ألم نسأل انفسنا سؤالا وهو: هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة، وعن المعصية؟! فهناك صفقة عقدها بعد الناس من الشيطان بل هي هدنة لمدة شهر، وبعد الشهر ترجع المودة والمحبة مع إبليس، فترى ذلك القائم المصلي الصائم قد رجع إلى ما كان عليه من معصية او تقصير، وكم كان عجبي من رجل رأيته في بيت من بيوت الله تعالى يصلي ويصوم وفي يوم العيد رأيته وهو لا يستطيع ان يقيم نفسه لشدة شربه للخمر. فأين العهد مع الله تعالى؟". وأوضح توفيق أن لنقض العهد مع الله مظاهر كثيرة عند الناس فمنها: "ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعة، فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سنة، نراها قد قل روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض ويكفر تاركها ونبذ المصاحف حتى يتراكم عليها الغبار وقلة الصدقات والزكوات والمتبرعين حتى أن المسلم يحتار مع الفقراء وكيف يعينهم". ومضى قائلا: "ان الفائزين في شهر رمضان، كانوا في نهارهم صائمين، وفي ليلهم ساجدين، بكاء وخشوعا، وفي الغروب والأسحار تسبيحا، وتهليلا، وذكرا، واستغفارا، ما تركوا بابا من أبواب الخير الا ولجوه، ولكنهم مع ذلك، قلوبهم وجله وخائفة، لا يدرون هل قبلت اعمالهم أم لم تقبل؟ وهل كانت خالصة لوجه الله أم لا؟ فلقد كان السلف الصالحون يحملون هم قبول العمل أكثر من العمل نفسه".

الفضالة يدعو إلى مناصرة معتقلي غوانتنامو

وفي خطبة عيد الفطر المبارك بجامع الجمعية الإسلامية في عراد رأى الشيخ ناصر بن عبدالله الفضالة أن السبب الحقيقي وراء تخلف واقع الأمة الإسلامية على مختلف المستويات يمكن أن يرد إلى "أزمة أمانة" في كل المسارات. وقال الفضالة: "إن المتأمل في الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الأمانة، وتبين ثقلها، واتساع مفهومها يعرف السبب الذي جعل السماوات والأرض والجبال يأبين أن يحملنها ويشفقن منها، وهن الأكبر والأشد والأقوى من الإنسان. ويعرف أن الإنسان الذي استهان بها ورضي بحملها يستحق بجدارة صفتي الظلم والجهل اللتين وصفه الله بهما في كتابه العزيز، ويعرف أن السبب في ضعف أمتنا وتخلفها وانهزامها هو غياب الأمانة، وأن الأزمة الأكبر التي تعاني منها أمتنا حكاما ومحكومين هي أزمة أمانة". ويضيف الفضالة قائلا: "لولا غياب الأمانة لما وصل الفاسدون والساقطون والتافهون واللصوص والمرتشون والمنافقون إلى معظم ومختلف مواقع المسئولية في ديار المسلمين، ولولا غياب الأمانة لعرف المسئولون والحكام معنى المسئولية التي يحملونها، وأنها أمانة ثقيلة سيسألون عنها يوم القيامة، ولما تصارعوا عليها، ولأعطوها حقها، ولولا غياب الأمانة لما أصبح إهمال الآباء والأمهات تربية أبنائهم على القيم والفضائل والدين ظاهرة واضحة في مجتمعاتنا، ولما أصبح المعلم المخلص الحريص على تعليم طلابه وتربيتهم عملة نادرة في مدارسنا وجامعاتنا، ولما أصبح الإهمال شائعا بين موظفينا وعمالنا، ولما صار التقصير والجهل غالبا على طلابنا". واسترسل الفضالة بقوله: "ولولا غياب الأمانة لما وجدنا مسئولين يسرقون التبرعات التي تأتي إلى الأيتام، ولا وجدناهم يبذرون المال العام، ولا عانينا من موظفين يستغلون وظائفهم لمصالحهم الخاصة ومصالح أقربائهم، ولا نوابا في البرلمان لا يأبهون بهموم الناس ومشكلاتهم وفقرهم وجوعهم، وليس لهم هم ولا إنجاز إلا زيادة رواتبهم الكبيرة أصلا، وتحصيل رواتب تقاعدية ضخمة مدى حياتهم". ودعا الفضالة "الطلائع المؤمنة التي أخذت على عاتقها مهمة إنقاذ البشرية من الضلال والتيه والشقاء، أن تتخلق بالأمانة بمفهومها الواسع، لأن إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي وعدنا الله ورسوله بها ل

العدد 1156 - الجمعة 04 نوفمبر 2005م الموافق 02 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً