شهدت أروقة البيت الأبيض مجددا بعد أسابيع قليلة من زوال فضيحة إعصار كاترينا - وإخفاق إدارة بوش في احتواء مخاطر ذاك الإعصار الذي أوقع مئات القتلى غالبيتهم من السود - حتى تنطلق مجددا فضيحة وجريمة كبرى تفوق حجم كاترينا لما آلت إليه تلك القضية من أبعاد كبيرة طالت حتى منطقة الشرق الأوسط بذريعة كاذبة قيلت إنها أسلحة دمار شامل. تداعيات الأكذوبة بدأت وقتما أخذ الرئيس الأميركي جورج بوش يروج لتلك الذريعة إبان ولايته الأولى قبل أن يجدد عهده بولاية ثانية عبر إيفاد مسئول أميركي وهو من موقع منصب سفير سابق في الغابون ومستشار الأمن القومي في ملف إفريقيا يدعى جوزيف ولسون، أرسل إلى النيجر حينها في فبراير/ شباط 2002 للتحقيق في الادعاءات التي تحدثت عن شراء العراق مادة اليورانيوم من النيجر لأجل تصنيع قنابل نووية، لكن الأخير عاد ولم يجد شيئا مما ذكره بوش بشأن تلك الذريعة الوهمية... حتى يصبح من أشد المناهضين لحرب العراق... لكن محاولاته عرقلت انتقاما على موقفة وقتما تسربت أنباء صحافية تكشف عن اسم زوجته فاليري بليم بأنها عميلة سرية تابعة للمخابرات الأميركية "سي آي أيه". فضيحة كشف هوية العميلة جريمة يعاقب عليها القانون الأميركي حتى بدأت حيثيات تحقيق ترأسه باتريك فيتز جيرالد وطالت تحقيقاته رؤوسا أميركية كبيرة تطول سمعة بوش نفسها نظرا إلى قرابة المتهمين الأول وهو مدير مكتب نائب الرئيس ديك تشني، لويس ليبي، الذي قدم استقالته والآخر المستشار السياسي للرئيس الأميركي كارل روف. القضية في بدايتها أثارت استهجان شعوب العالم وأيقظت ضمائر الأمم بسبب اقتراف قوات الاحتلال من غير وجه حق جريمة غزو العراق بذريعة كاذبة لسبب انتقامي تداخلت فيه المصالح الشخصية... لكن الذي لم نع بوجوده تماما أن مصائر هذه الشعوب أصبحت مرهونة بتصرفات حكامها... وسقوط صدام أبرز مثال على تلك المعادلة المعكوسة إذ تتحمل تلك الفئات أخطاء حكامها في الوقوع في فخ الهجمات لسبيل إيصال أصحاب النخب "الحقيقة المزيفة" وترويجها ولو كانت على حساب صدقية الجميع.