ها نحن اليوم نحتفل بأول أيام عيد الفطر المبارك ونودع بذلك شهر رمضان الذي كعادته تكتظ فيه الكثير من البرامج والفعاليات ولاسيما الاعمال الدرامية التلفزيونية إذ تتنافس شركات الانتاج العربية على تقديم أفضل وأحسن ما في جعبتها فيه. وقد يكون مسلسل "ملوك الطوائف" في مقدمة هذه الاعمال الدرامية وروائعها من حيث الطرح والإخراج المصاحب لرؤية فنية مميزة لمخرج المسلسل السوري حاتم علي. فالمسلسل يحكي لنا ما حدث في الاندلس "اسبانيا" أيام الحكم الإسلامي من قبل حكام حكمتهم وسيطرت عليهم الفرقة وكيف ان الفرقة وزعتهم إلى ممالك صغيرة تتنازع على السلطة في الأرض الاندلسية التي كانت فردوسا للعرب والمسلمين آنذاك. المسلسل سرد لنا بدايات انهيار الحضارة العربية والإسلامية في الاندلس وكيف ان ذلك كان سببه الفرقة التي فاقمت المشكلات بين حكام الاندلس المسلمين وكيف ان بعض القيادات التي أصبحت ملوكا للطوائف تتحالف مع الاوروبيين "القشتاليين" ضد بعضهم بعضا ما حدا فيما بعد الاستعانة بـ "المرابطين" من شمال افريقيا فدخلوا الاندلس من أجل تعزيز أمني واستقرار لحكام الاندلس لكنهم ينقلبون من فرق عسكرية لحماية الاندلس إلى قتلة وسجانين لملوك الاندلس الذين استدعوهم وقت الحاجة. وهنا تبرز القصة المركزية في المسلسل "المعتمد بن عباد" وزوجته "اعتماد" التي تروي قصة حياة المعتمد كيف كانت قبل وبعد ان يصبح ملكا "معززا" مكرما في قصوره الكثيرة بين خدمه وجواريه إلى فقير معدم حافي القدمين بعد ان ينفيه المرابطون قسرا إلى منطقة أغمات في المغرب يعيش فيها مع ثلاثة فقط من ابنائه وزوجته اعتماد قهرا على حافة الفقر إلى حين تموت زوجته امام مرأى عينيه من الحزن والجوع والهم الذي رافقها في سنوات عمرها الأخيرة في المنفى والاقامة الجبرية التي فرضها عليهم المرابطون. المعتمد يودع دنياه، بعد ان انقلبت عليه بعد ان كان ملكا، في ارض غير ارضه إذ لايزال مكان ضريحه مع زوجته في المغرب اليوم... هذا المسلسل دفعني إلى تساؤل، وهو: أليست أسباب انهيار الاندلس هي ذاتها الاسباب التي نعيشها اليوم...؟! وأليس ما حدث في الاندلس التي حكمها الحكام العرب المسلمون لمدة 800 سنة هو ذاته ما يحدث اليوم في بلداننا! فضاعت اندلس العرب وفيفا لاندولثيا الاسبان...!