أخيرا وبعد مخاض طويل حسم التجمع الوطني الديمقراطي المعارض في السودان مسألة المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية - التي تشكلت الشهر الماضي - على مستوياتها كافة وذلك بعد الاجتماع الذي عقد الأحد الماضي في القاهرة. وبعد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات التي جرت بين مسئول العلاقات الخارجية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم كمال عبيد تلقى الحزب تأكيدات بمشاركة التجمع المعارض في حكومة الوحدة الوطنية على كل الأصعدة الولائية والتنفيذية والتشريعية. ووصف نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون السياسية والتنظيمية نافع علي نافع مشاركة التجمع بأنها تجيء دعما للاستقرار السياسي في الساحة الداخلية. ومن قبل صدر من التجمع المعارض ما يفيد بأنه لن يشارك بوزراء في الحكومة المركزية وليس من الواضح بعد إن كان حدث تبديل في الموقف، ما يعني ضرورة إحداث تعديل وزاري مختصر لاستيعاب المعارضة في عدد محدود من الوزارات. ظل تجمع المعارضة السودانية في المنفى يتردد كثيرا في اتخاذ هذه الخطوة مع أن كل فصائله تقريبا رحبت باتفاق المصالحة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي أصبحت شريكا في الحكم الآن بل ان حزب رئيس التجمع "الاتحادي الديمقراطي" أعلن بصورة منفردة مشاركته في حكومة الوحدة الوطنية. على العموم الخطوة تعد إيجابية على رغم تأخرها وتعطيلها لدولاب حركة التغيير، ويبقى على رموز هذه المعارضة في المنفى أن يتخذوا الخطوة الأخيرة وهي العودة النهائية لأرض الوطن ليواصلوا مع الآخرين مسيرة التحول الديمقراطي.