يصبح العيد عيدا عندما تتصافى القلوب فلا يذهب الناس ضحايا التسييس. عندما يلتقي الانسان باخوانه ومن تخاصم معهم... فالحلم عشيرة ومن لان عوده كثفت اغصانه. يكون العيد جميلا عندما نتقاسم جميعا الخبز والحزن والفرح معا. اكتشفت عائلة من منطقة المنامة في بداية الشهر الكريم ليس عندها طعام افطار تأكله فضاق بها الحال ولا أحد يعلم عنها والاكل تغص به براميل القمامة. وقد مر الإمام علي "ع" ذات يوم وهو يشاهد طعاما كثيرا ملقى بجوار البيوت اشار إليه قائلا "هذا ما بخل به الباخلون". يكون العيد جميلا عندما يصطحب الفرد فيه أمه وأباه للتسوق يشتري لهما اجمل الثياب وافضل العطور وكم أم القيت في دار المسنين يمر عليها عيد وألف عيد ولا أحد يسأل عنها؟ يقول الإمام علي "ع": "من كثرت النعم عليه كثرت الحوائج إليه فمن قام فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء" و"لا تنال نعمة الا بفراق اخرى". كان الامام علي "ع" أيام العيد يجمع حوله الايتام. يقول سويد بن غفلة اشهد أني رأيت علي بن أبي طالب يجمع حوله اليتامى والفقراء فيضع في افواههم اللوز والعسل حتى اذا ما انتهى من اطعامهم قال: علي بادامي فيؤتى بطعام بسيط يأكله ثم يضع يده على بطنه قائلا "بئس الطعام من ادخل صاحبه النار". كيف يكون شعورنا ونحن نشاهد في بعض قرانا ومدننا كبارا في السن يجمعون علب الطعام من هنا وهناك كي يسدوا رمق جوعهم. قيمة المرء ما يحسنه... عندما نحيي أسرة فقيرة، عندما ننتشل انسانا من قاع الفقر أو الجوع إلى مواقع الكرامة، عندما نساعد انسانا، عندما نحل ازر منكوب، عندما نمسح دمعة يتيم... يكون العيد جميلا، وعندما تقل ضرائب الوزارات. عندما تترفع رواتب المعوزين من الناس، يكون العيد جميلا عندما يعود ابناؤنا من غوانتنامو وغيرها من الغربة كي تكتمل فرحة امهاتهم وآبائهم. يكون العيد جميلا عندما يكون الطعام متوافرا للجميع ويجد الفقير رعاية من مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة. يكون العيد جميلا عندما لا يكون من أجل استعراض العضلات