تستعد البحرين لعدد من الأنشطة المهمة بعد انقضاء عطلة العيد. ففي الثامن من الشهر الجاري سينعقد اجتماع مؤسسات المجتمع المدني التي تنظم لقاء موازيا لمنتدى المستقبل على مدى يومين. وفي التاسع من الشهر الجاري سينعقد اجتماع مجلس الأعمال العربي الذي سيستمر لمدة يومين أيضا. وبعد ذلك، في الحادي عشر من الشهر سيجتمع أكثر من 30 وزير خارجية في منتدى المستقبل، وسيفسح المجال لنحو ثلاثين شخصية من قادة المجتمع المدني في الشرق الأوسط لحضور الاجتماعات الرسمية للوزراء. كما أن عددا من أصحاب الأعمال سيشاركون في الاجتماعات الرسمية للوزراء، والمؤمل من كل ذلك ان يتسلم الوزراء الذين سيتحاورون بشأن قضايا الإصلاح توصيات من مؤسسات المجتمع المدني ومن أصحاب الأعمال، وان تفتح الابواب نحو طرح الحلول التي تحتاج اليها منطقتنا التي تمثل المشكلات فيها نحو ثلثي مشكلات العالم أو أكثر. المشكلات التي تواجهها منطقتنا متعددة، وتبرز الى السطح مشكلة البطالة واختلال اسواق العمل، بالإضافة الى انخفاض مستوى المعيشة وزيادة الفجوة بين الذين يملكون والذين لا يملكون مالا أو أرضا أو أي مقومات أخرى توفر حياة هانئة ونموا إنسانيا يشمل الجوانب المختلفة. البحرينيون سيحتفلون بالعيد، وبعد ذلك ستبدأ الوفود من كل حدب وصوب تنهال على المنامة لتتحدث الينا عن أمور حيوية تتعلق بمستقبل المنطقة ومستقبل الأجيال القادمة. فالخبراء الاقتصاديون، ومنذ فترة غير وجيزة، يحذرون من قنبلة موقوتة تتمثل في قطار للعاطلين انطلق منذ فترة وسيمتلئ بعد عشر سنوات بنحو 80 إلى 100 مليون إنسان من دون عمل، وان هؤلاء الشباب ربما يلجأون إلى العنف والتطرف بسبب الضغط الذي يقع عليهم معيشيا. الفرصة حاليا مؤاتية لعدد من الحكومات التي بدأت تنتعش موازناتها من ازدياد أسعار النفط، وفيما لو اتبعت سياسات حسنة وجادة فإنه بالإمكان حل كثير من المشكلات المعيشية التي تزداد في المنطقة. وأي إصلاح اقتصادي يتطلب إرادة سياسية، وبالتالي فإن الإصلاحات السياسية والاقتصادية متلازمة ومترابطة. ومن أجل أن تتحرك عجلة الإصلاح إلى الأمام، فإن على المسئولين الانتباه إلى أسباب التململ الشعبي الذي يتسبب به التأخير في اتخاذ الخطوات الإصلاحية التي يتم الحديث عنها كثيرا ولكن من دون أن تتم ترجمتها عمليا على أرض الواقع. فالإصلاح أساسا يتطلب الإخلاص، والعزيمة، والإبداع في إنتاج الحلول، بحيث نستطيع الخروج من الدوائر التقليدية إلى الآفاق الأوسع رحابة. البحرينيون سيحتفلون بعيد الفطر السعيد، وبعد العيد سيبدأون في استقبال مئات الوفود من ممثلي المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية، والدولة ستنشغل باستقبال عدد كبير من وزراء الخارجية، وهو تجمع يعتبر الأكبر من نوعه ينظم في البحرين منذ فترة غير قصيرة. وأملنا في ان تستفيد شعوب المنطقة أولا وأخيرا من وجود الوفود في المنامة ومن الحوارات التي ستحاول التطرق إلى المشكلات والمعوقات التي تعترض طريق الإصلاح الاقتصادي والسياسي وكذلك ستتطرق إلى عدد من الحلول المقترحة. منتدى المستقبل يطرح شعارات جميلة لا يمكن الاختلاف عليها، وهناك الكثير من المبادرات المنطلقة من المنتدى والتي ستلاقي ترحيبا بها من مختلف القطاعات، ولكن ومن أجل أن يتحقق ولو شيء يسير من الشعارات الجميلة فإن على المنتدى ان يبعث الأمل بحتمية التغيير نحو الأفضل، وأن يكون التغيير هذه المرة لصالح المجتمع أولا، وليس لصالح الدول الكبرى أو الحكام فقط.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1153 - الثلثاء 01 نوفمبر 2005م الموافق 29 رمضان 1426هـ