لن تكمل فرحة البحرينيين لهذا العيد إلا عندما يكتمل عدد المفرج عنهم من معتقلي البحرين في غوانتنامو، وعلى رأسهم المعتقل الشاب جمعة الدوسري الذي سرد لنا معاناته وعذاباته في سجن لا يلتزم بضوابط وأساسيات حقوق الإنسان كما قالت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووج، اللتان أدانتا حرمان المتهمين من حقوقهم المنصوص عليها في المعاهدات الدولية. هذه المعاهدات ذاتها التي تهربت منها الإدارة الأميركية عبر استخدام مصطلحات لوصف المعتقلين بحيث لا تنطبق عليهم مواصفات الأسرى أو المعتقلين السياسيين، وبالتالي فإنه أصبح هناك أناس محتجزون على أساس الشبهة، وربما أن كثيرا منهم "أو على الاقل بعضهم" أبرياء، ولكن لا وسيلة للتعرف على ذلك مع غياب الإجراءات العادلة. فرحنا قليلا بالخبر الذي أعلنته وزارة الخارجية أمس الأول "من أن عددا من المعتقلين سيفرج عنهم"... وربما أن ثلاثة منهم فقط سيصلون إلى البحرين قبل نهاية هذا الأسبوع، والاحتمال أن جمعة الدوسري قد لا يكون واحدا منهم. ففي الوقت الذي نأمل أن نكون فيه مخطئين، نتمنى رؤية الدوسري في مقدمة من يفرج عنهم، وإذا لم يكن الأمر كذلك فإن الإدارة الأميركية تتحمل مسئولية ما يصيب الدوسري من تدهور صحي قد يؤدي إلى موته لا قدر الله. إن الإدارة الأميركية ربما تطرح مبررات للأسباب التي حدت بها سجن مجموعات من بلدان عدة في منطقة نائية بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول ،2001 ولكن كيف ستبرر ذلك أخلاقيا ومعنويا، وخصوصا أنها قوة عظمى تتحدث عن ضرورة تنفيذ إصلاحات تعتمد على احترام حقوق الإنسان ونشر مبادئ الديمقراطية!
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1152 - الإثنين 31 أكتوبر 2005م الموافق 28 رمضان 1426هـ