العدد 1152 - الإثنين 31 أكتوبر 2005م الموافق 28 رمضان 1426هـ

عملية اختطافي لم تدفعني إلى الخلط بين المقاومة والإرهاب

الصحافية الإيطالية سيغرينا من الجزائر:

الرباط-المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

قدمت الأسبوع الماضي في العاصمة الجزائرية الصحافية الإيطالية جوليانا سيغرينا والتي سبق لها أن احتجزت بالعراق في الفترة ما بين الرابع من فبراير/ شباط والرابع من مارس/ آذار من قبل مجموعة مسلحة عراقية كتابها الصادر في الجزائر أخيرا عن دار أفرا ميد تحت عنوان "جبهة العراق. .. يوميات حرب دائمة". في بداية مداخلتها، أكدت سيغرينا، التي حصلت أخيرا على جائزة عمر أورثيلان لحرية التعبير لهذا العام والتي ستتسلمها في نوفمبر/ تشرين الأول المقبل من قبل مؤسسة "الخبر" الجزائرية، على أن العمل الصحافي في العراق صار مستحيلا بين مجموعات مسلحة تعتبر الصحافيين جواسيس لدى دول التحالف، وبين قوات أميركية لا تتوانى في إطلاق النار على أية حركة تخرج عن إطار رقابتها، اذ ان عدد الصحافيين الذين قتلوا أو فقدوا منذ العام 2003 في العراق بلغ .65 وأرجعت سيغرينا ما يتعرض له الصحافيون في العراق إلى نية مبيتة لدى قوات الاحتلال الأميركي لأجل منع الأخبار من التسرب في العراق قاتلة: "ألا تذكرون المهلة التي قدمها الأميركيون لفرق التغطية الإعلامية بمغادرة العراق قبل الغزو، والضغوط التي مارستها واشنطن على السفارات من أجل حث صحافييها على المغادرة"، ثم أضافت اليوم لا نعلم شيئا عن حقيقة ما يجري في العراق، وإنني أؤكد لكم أنني وعبر زياراتي المختلفة لهذا البلد يمكنني أن أسجل بأن الوضع فيه يزداد في كل مرة تدهورا، ولهذا فإن العالم يجب أن يفعل شيئا من أجل وقف هذا النزيف. الصحافية الإيطالية اعتبرت أن "العمل الصحافي في رأيها يتجاوز المكوث في الفنادق إلى ضرورة النزول للميدان، ليس فقط من أجل تأكيد أخبار أو نفيها، ولكن من أجل الاستماع إلى صوت الذين لا يستطيعون التعبير حين ينطلق صوت المدافع والقنابل"، معتبرة أن عشقها للعمل في الميدان، والذي دفعها إلى تغطية الكثير من الحروب والنزاعات المسلحة في الجزائر، أفغانستان، الصومال، الشرق الأوسط والعراق، لا يجعلها تحبذ تسمية "صحافي حرب" فأنا أفضل الذهاب إلى البلدان وهي تعيش السلم والهدوء. وفيما يخص عملية الاختطاف الشهيرة التي تعرضت لها، ذكرت جوليانا سيغرينا أنه "تم اختطافها بالقرب من جامعة بغداد، اذ كانت تحاور مجموعة من اللاجئين من الفلوجة. المجموعة التي اختطفتني قالت لي إنها تملك الحق في ذلك، لأنها تقاوم احتلالا لأرضها كما فعل الجزائريون والفيتناميون، لكنني كنت في كل مرة أحاول إقناعهم بأنني أناضل ضد هذه الحرب وأعارض الاحتلال، بعد ذلك وضعت في غرفة مظلمة ببيت بسيط في ضواحي بغداد كان يبدو أن الجماعة التي اختطفتني تسيطر تماما على المنطقة، فخلال شهر كامل لم أسمع صوت دبابة أو سيارة مجنزرة تمر بها، كما أكدت المتحدثة أنها، وطيلة مدة الاختطاف، لم تتعرض إلى أي أذى جسدي فيما عدى طبعا الضغط النفسي الذي عانته إلى حد أنها كانت ستفقد عقلها حتى اليوم الذي أعلنت فيه وكالات الأنباء والتلفزيونات أن جماعة الزرقاوي تبنت عملية اختطافي، وأنها منحت حكومة برلسكوني 24 ساعة للانسحاب من العراق قبل قتلي، فاجأني بعض أفراد الجماعة وراحوا يصرخون بأن ذلك كذب وأنهم لا علاقة لهم بالزرقاوي ولا بجماعته، وأنهم ليسوا أصحاب هذا المطلب ولا هذه المهلة". وانتهت سيغرينا إلى ظروف تحريرها، لتؤكد أنها لم تشعر بطعم الحرية حتى وهي برفقة محرريها وهو ما تأكد لها عندما أطلقت قوات الاحتلال الأميركي النار على السيارة التي كانت فيها فقتلوا الرجل الذي حررها. الصحافية سيغرينا كشفت في ختام تدخلها أن عملية اختطافها لم تغير شيئا في معارضتها للاحتلال، وفي عدم خلطها بين المقاومة المشروعة وبين الإرهاب المرفوض في العراق، مذكرة في هذا الصدد بأن العراق في الأيام الأولى من الغزو لم يكن يحو سوى مجموعات مقاومة حقيقية، لكن وبعد أن فقدت الحدود العراقية عذريتها تسللت عبرها أعداد كبيرة من الإرهابيين. يذكر أن جوليانا سيغرينا الصحافية في صحيفة "المنيفستو" الإيطالية، سبق وأن أصدرت الكثير من الكتب أشهرها "عبودية الخمار"، والذي يتمحور حول المرأة في العالم الإسلامي، وكتاب الكاهنة ضد الخليفة والذي تناولت فيه الوضع السياسي والايديولوجي في الجزائر خلال فترة التسعينات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً