قبل عامين تقريبا كنت قد كتبت عن طفل موهوب سميته "المعجزة" وهذا الطفل يعد أحد ابرز رسامي البحرين وكان عمره تقريبا 12 عاما. لفت انتباهي مدى دقة رسوماته لكني كنت اخشى عليه الضياع في ظل هذه الحياة، فكثير من الطاقات البحرينية اذا لم يسلط عليها الضوء ولم تجد من يعتني بها قد تذوب كما تذوب الشموع. انه الطفل المعجزة حسين عقيل الخزاعي. قبل شهرين تقريبا رحت ابحث عن هذا الطفل وعن هاتفه الى ان وجدته... اتصلت بأبيه وطلبت موعدا مع العائلة... ذهبت منزل الطفل وجلست معه ومع عائلته وكانت أمسية في غاية الجمال. اطلعت على رسوماته ومسيرته الذاتية فسألت اباه عنه فقال: ابني هذا هو أمنيتي في الحياة... اعرف انه موهوب، وانه كما سميته "الطفل المعجزة" في مقالك لكني انا حزين... لأنني كنت من الداعمين له وكنت أمل ان يصبح حتى أفضل من دافنشي... كل من رأى رسوماته لا يصدق انه هو الرسام لهذه اللوحات... لكن ماذا افعل؟ تعرضت لحادثين خطيرين وأنا الآن مقعد ومشغول بهموم صحتي والحياة، ومازلت متوجسا من ان يضيع هذا الابن! قلت له: يا "أبوحامد" انا جئت هنا من أجل عدة أمور، أولا: اجري لقاء مع الطفل الفنان "دافنشي البحرين" وأسلط الضوء عليه في الصحافة "المقابلة سأعرضها هذه الأيام إذ قمت بإجراء اللقاء وقام بالتصوير الاخ محمد المخرق، ثانيا: انا مقتنع بأن مستقبل هذا الطفل سيكون عظيما وسيخدم البحرين في اعطاء صورة مشرقة للوطن، وأستشرف له ان يكون احد فناني العالم، فلابد من أن يتم دعمه بالاعلام والصحافة وان تحتضنه الدولة. قلت للأب: "دع كل شيء علي" ولا تهتم. اعتبرني اخاه الأكبر وسترى. كانت الفرحة تغمر الأب والأم والطفل المعجزة أيضا. تصفحت رسومات الطفل، كانت في غاية الجمال، فرسوماته متنوعه وفي غاية الجمال والدقة. عندما ذهبت لإلقاء كلمتي في شهر رمضان أمام جلالة الملك ذكرت في ضمن الكلمة "وبين ايدينا خامات شبابية بحرينية مازالت تتوقد عبقريتها تصنع بأيديها صور الخير والجمال وتؤسس عقولها أصولا وقواعد في الفن والعلم والأخلاق...". وأنا القي هذه العبارة انقدحت في ذهني صور الكثير من شبابنا البحريني من الموهوبين والذين تفخر البحرين بهم كهذا الطفل المعجزة... في أثناء اللقاء بجلالة الملك رحت أكلمه عن هذا الطفل الموهوب والمعجزة الذي تفخر البحرين أن يكون أحد أبنائها بهذا المستوى على رغم صغر سنه. فقال جلالة الملك: هذه الطاقات يجب تشجيعها وتم تحديد موعد للقاء مع جلالة الملك ولاشك أن اللقاء سيعطي هذا الطفل دفعة قوية نحو الأمام لتحقيق أمنيته في الحياة في أن يصبح فنانا عالميا. هذا الطفل كان ممن مثل البحرين في دولة الإمارات العربية المتحدة في ملتقى العرب السادس ،2001 وهو الفائز بالمركز الأول في جائزة شركة الزامل في مسابقتها للرسم والتي بلغت المشاركات المرسلة لهذه المسابقة من جميع أنحاء العالم العربي أكثر من 3000 مشاركة "تابع المقابلة التي سأطرحها لاحقا مع هذا الطفل". أنا مؤمن ان المجتمع البحريني مليء بالعباقرة وفي فنون ومجالات مختلفة، لكنهم بحاجة اما للاحتضان أو أن يتم تسليط الضوء عليهم، فكم طاقة بحرينية ضاعت وذبلت. دعونا نبحث عنهم، نحييهم، نوصلهم إلى القمة، لنقل لكل العالم: هؤلاء هم البحرينيون عطاء وفكرا، هؤلاء هم أبناء المملكة بعلمهم، بفنهم، بإخلاصهم لوطنهم، يقدمون أجمل الصور في الحب والسلام والعلم. يا أبا حامد ويا أم حامد إن ابنكما سيكون ذات يوم فنانا عالميا يرفع اسم وطنه في كل المحافل العالمية. الفنان الموهوب حسين الخزاعي شارك في عدة مهرجانات وطنية تدل على روحيته الوطنية، وفاز في عدة مسابقات، منها مسابقة أيام الميثاق والأعياد الوطنية، وشارك برسمة عن البحرين متمثلة في صورة لجلالة الملك وفاز بها على البحرين كاملة بمدارسها، وهنالك له رسمة جميلة تعبر عن رواية في الإنجيل. لما رأيت صوره قلت له: لابد أن يسلط عليك الضوء في الصحافة وفي غير الصحافة لكي يعرف الجميع أن هناك مواقف وطنية لأبنائنا تدل على حبهم لهذه الأرض، فالبحرينيون يحبون وطنهم وأرضهم، ولكن ما يحتاجون إليه هو أن تسلط الصحافة على هذه المواقف حتى تكتمل الصورة الواقعية لهذا الشعب الكريم بكل أطيافه. وكل الأماني أن يتم ابتعاث هذا الطفل إلى معهد عالمي ويتم تبنيه من قبل الدولة كي يعطي صورة جميلة لأطفالنا ولشبابنا. وفي لقائنا مع جلالة الملك سعد بهذه الطاقة وشجعه كثيرا على مواصلة الفن وتمنى له أن يكون فنانا عالميا يعطي صورة جميلة للبحرين، وسيتم ابتعاثه إن شاء الله إلى دولة أوروبية لصقل موهبته بعد انتهائه من دراسته