العدد 1150 - السبت 29 أكتوبر 2005م الموافق 26 رمضان 1426هـ

نواب العيوش والكروش

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

هل يعلم نوابنا الأفاضل بأن الرياضة هي عامل رئيسي في مقياس تقدم الشعوب؟... هل يعلم بعض من النواب الذين شاهدناهم من خلال الصور المنشورة لهم في الصحف وهم يضحكون (فاتحين فمهم على الآخر) على المقترح الرياضي لأحد النواب، هل يعلم هؤلاء المستهزئون بأن قلة الرياضة في أية دولة هي مقياس مؤكد لتأخر الوعي العام في هذه الدولة؟

من مدة ليست بعيدة طبقت الصين نظرية الرياضة الإجبارية لجميع الموظفين الحكوميين من الجنسين (أكثر من تسعين في المئة من الموظفين في البلد هم موظفون حكوميون)... وكانت هذه الرياضة الإجبارية عبارة عن ساعة (ركض أو هرولة أو مشي) قبل بداية الدوام الرسمي، فماذا كان المردود العام؟

بعد مدة قصيرة من تطبيق هذه النظرية ابتدأت الصين في جني المكاسب... انخفاض في الاستهلاك العام للكهرباء وذلك بسبب النوم المبكر أو قلة السهر استعداداً لساعة الرياضة الصباحية... انخفاض ملحوظ في استهلاك المواد الغذائية والمدعومة من الدولة وذلك بسبب ارتفاع في اللياقة البدنية لدى الغالبية مع محاولتهم تحسينها المستمر بإنقاص أوزانهم أو على الأقل عدم زيادتها... زيادة في مستوى الإنتاجية وذلك بسبب تحسن كبير في ساعات العمل وقلة الغياب وخفة الحركة... التوفير في مصروفات الأدوية والتطبيب (المدعومة حكومياً) وذلك بسبب تحسن الصحة العامة لدى غالبية ممارسي الرياضة... والنقطة الأهم من هذا كله والتي قدمت الفائدة الكبيرة للصين هي انخفاض عدد المواليد وذلك بسبب تأجيل اللقاءات الزوجية وترحيلها إلى ليالي الاجازات فقط حتى لا تؤثر على اللياقة وتربك الالتزام بساعة الرياضة الإجبارية.

الصين والدول الأخرى المتقدمة تعرف بأن العقل السليم في الجسم السليم وتطبق هذه المقولة قولاً وفعلاً... أما نحن (الدول النايمة) فالذي نعرفه فقط هو ما كان يطبقه الجيش العثماني على ضباطه لضمان الهيبة في الشكل فقط (الكرش الكبير والشارب المعقوف إلى أعلى)... إذا ذهبت إلى هذه الدول المتقدمة ترى الأعداد الكبيرة من راكبي الدراجات الهوائية ولهم مسارهم الخاص على الشوارع، وأعداد أكبر من المشاة في الشوارع الذين يستخدمون الأرصفة المخصصة لهم... كل ذاهب إلى مراده ومستخدم الطريقة الرياضية التي تناسبه.

أما نحن، فإن حكومتنا تمنع المشي منعاً باتاً إلا في الأماكن المخصصة له (وكأنه... أعزكم الله) ويأتي بعض من نوابنا الأفاضل ويكملوا عليها بالضحك على مكافآت بسيطة للفريق القومي لكرة القدم تمكنه حتى يصل إلى نهائيات كأس العالم في ألمانيا.

أنا شخصيا أعتقد بأن النواب الذين ضحكوا على المقترح الرياضي لا يعرفون ما معنى الرياضة ولا يعرفون شيئاً عن كأس العالم ومتى موعده وفي أي بلد ستكون المباريات، وإذا سألتهم عن ماذا نحن نتكلم الآن؟. قالوا: عن التمبة

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1150 - السبت 29 أكتوبر 2005م الموافق 26 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً