لا يمكن لأي مواطن أن ينكر الدور الذي لعبه أصحاب السعادة النواب في راحة بال المواطنين عموما وموظفي القطاع العام خصوصا وهذا الشيء نابع في الأساس من شعورهم بالمسئولية الملقاة على عاتقهم وواجبهم كنواب للشعب، فقد عاش موظفو القطاع العام شهر رمضان لا يحمل معه أحلاما يصرح بها النواب وكل منهم يقول هل من مزيد تحت مسمى العيدية التي نوقشت في البحرين وحصل عليها أخواننا في الكويت والعراق، لكن قرار النواب هذا العام كان موفقا بالسكوت وعدم الكلام والتصريح للصحافة عن حلم يسمى العيدية فبقرار السكوت لم تطلب الزوجات من أزواجهن أن يستلفوا وأن يضعوا قروضا فوق القروض التي تثقل كاهلهم. كما أنهم تخلصوا من قلق مطالب الأولاد في شراء ما هو جديد، كما تخلص موظفو القطاع العام من إجراء الحسابات على الموازنة بناء على ضيفها الجديد وهو العيدية الحلم، كما إنني على يقين أنهم رفعوا أيديهم بالدعاء لكم يا أصحاب السعادة لأنكم أنهيتم حلما لو استمروا فيه لكان دمر موازنتهم. وجعل حالتم المادية كابوسا آخر فوق كابوس الإفلاس بعد تسلم الراتب بعدة ساعات وإن طال به المقام وصل إلى نصف الشهر، كما إنكم بقراركم الحكيم قد منعتم خناقات وقعت بين الأزواج في كيفية التصرف في هذا المبلغ الضخم بالنسبة إلى تلك العوائل والتي لا يتبقى من دخلها سوى الشيء اليسير بعد خصم فواتير الكهرباء والماء والهاتف وإيجار الشقة وطبعا وقبل كل ذلك القسط الشهري للبنك. ما أضجر الموظفين هو شيء واحد وهو أنهم في البحرين يحلمون ويحصل عليها إخوان لهم في دول مجاورة ومنها أخيرا العيدية التي صرفتها الحكومة العراقية والمقدرة بـ 30 دينارا بحرينيا ألا يعني لكم يا أصحاب السعادة هذا الكلام أي شيء فلم نسمع نقاشات وكل كتلة في تلك الدول تدعي أن الفكرة فكرتها ولم نسمع أن فلانا هو صاحب الاقتراح ولم نسمع ولم ولكن في نهاية المطاف رأينا فعلا يطبق على أرض الواقع، فليس المهم من اقترح وليس المهم من صرح وليس المهم أن تقولوا لكن المهم بالنسبة للمواطن الذي أثقلت كاهله الديون وأتعبته أزمة السكن وسببت له الاختناقات المرورية أزمات نفسية وعطلت معاملته البيروقراطية والمحسوبية، المهم بالنسبة له هو الفعل وهو يحل مشكلاته سابقة الذكر