بدفء صدور آلاف المحبين، وصدح حناجر آلاف المجاهدين من إيران إلى لبنان إلى فلسطين، وحرقة دموع "المحبين المتعاطفين"، ودعنا بالأمس "الجمعة اليتيمة" من شهر رمضان الكريم في مراسم إحياء يوم القدس الشريف، إلا أنها لم تكن كما عهدناها حدثا سنويا، وإنما كانت أشد وقعا وقوة نتيجة لمواكبتها شدة وقوة الضغوط على المنطقة ولبنان وتحديدا المقاومة. فصوت الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله "المبحوح" الذي ملأ آذاننا بالدعوة إلى التمسك بـ "مقاومتنا الشريفة" وبـ "قدسنا العربي"، كان أشبه بزمجرة العسكر العابرين في سرايا منظمة إلى جبهة القتال ضد المحتل، وحناجرهم تصدح بعبارات تقترب من المسجد الأقصى إلى حد ملامسة قبته الخضراء. كل شيء كان يجعلنا نحب القدس حتى "العشق" وننتظر يومها انتظارنا للعيد الآتي بعد شهر الصيام، كلمات "الأمين الغاضب" على احتلال ثالث الحرمين، مظهر القوة الذي تعبر عنه سرايا المقاومين وهم يدوسون بأقدامهم نجمة "إسرائيل"... ونعش الشهيد المرفوع على أكف رفاقه المجاهدين وكأنه جاء في هذا اليوم ليوقع بدمه "ميثاق القدس" الذي لا انفكاك بينه وبين تحرير الإنسان من رجس الخضوع للاستكبار كما أراد آية الله الإمام الخميني "قدس" حين دعا إلى إحياء هذا اليوم العظيم. كلمات الخميني ومن بعده نصرالله غرست في قلوبنا "قضية الحق مقابل الباطل"، التي عرشت في القلوب والعقول، وتموضعت في رأس القضايا التي سار الشهداء ومن بعدهم المجاهدون إليها "زرافات". ما يعصر قلوبنا اليوم هو أننا كنا فتية... حين غرسنا القدس في قلوبنا، إلا أن الضغوط الأميركية والإسرائيلية بشأن سلاح المقاومة، بدأت تغرس الشكوك في أننا في العام المقبل إن شاء الله سنشهد زمجرة مجاهدين، وحناجر تصدح بعبارة "يا قدس إنا قادمون"، و"محبون" جاءوا يجددون العهد للإمام والأمين والقدس والشهداء بأننا على "العهد باقون"..."عاهدت ما دام المحتل بأرضي سيدوم كفاحي... سيدوم كفاحي"
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1149 - الجمعة 28 أكتوبر 2005م الموافق 25 رمضان 1426هـ