العدد 1149 - الجمعة 28 أكتوبر 2005م الموافق 25 رمضان 1426هـ

موقف الوفاق صائب... وأمنيتنا ألا تحل جمعية العمل الإسلامي نفسها

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

بداية لابد أن أقدم رأيي - كإنسان محب لجمعية العمل الإسلامي - في موقف بعض أخوتي الداعين الى حل الجمعية. أقول لهم وبكل صدق: لا تحلوا جمعيتكم غدا - وبعد أشهر - تذهب السكرة وتأتي الفكرة فتكتشفون انكم اخطأتم خطأ استراتيجيا كبيرا كخطأ المقاطعة قبل 3 سنوات ونصف السنة فتضطرون بعد اتخاذ الموقف - لا سمح الله - إلى ان تعودوا للتسجيل، ويكون موقفكم أمام الجمهور صعبا. "العمل الإسلامي" تمتلك كفاءات علمية ستثري البلد والمجتمع عندما تكون في الضوء... عندما تكون فاعلة في المسرح السياسي وحتى داخل البرلمان. فلنستفد من تجربة الاخوان في الأردن وحماس والجهاد في فلسطين والسيستاني في العراق والآن الحزب الإسلامي مع بعض الاحزاب لخيار المشاركة، فلنستفد من الجزائر. فلنقرأ تجارب من راحوا يراجعون بعض ادبياتهم "ويقيناتهم" السياسية. هناك كتاب للشيخ عباس مدني "الأزمة الجزائرية... جدل المعارضة والسلطة"، مهم ان نقرأه وكذلك "الحريات العامة" للغنوشي. اتمنى على جمعية العمل ألا تحل نفسها فذلك ليس لصالح مستقبلها السياسي وليس لصالح الجمهور البحريني ووجودها في الساحة يعطيها قيمة سياسية واتمنى من الاخوة الداعين فيها الى التسجيل ان يجأروا بالقول وليكونوا "كأم الولد". اما بالنسبة لموقف الشيخ علي سلمان فالجماهير البحرينية مدعمة بموقف النخب والعلماء وقطاعات كبيرة من الاطياف لا تأسف للخطاب الذي انتهجه أخيرا رئيس جمعية الوفاق، والشيخ علي كان موقفه موفقا وحكيما هو وجمعية الوفاق، فجمعية الوفاق برئيسها اتخذت موقف التسجيل وهذا الموقف يدل على حكمة سياسية وقراءة جديدة للساحة بصورة يغلب عليها منطق الفهم الدقيق بعيدا عن لغة الاحتقان. جاء الوقت الذي يجب فيه على المجتمع ألا يدفع الفواتير السياسية. هل مكتوب على هذه الجماهير ان نخرجها من محرقة الى محرقة أخرى؟ ماذا قدمنا للناس خلال الثلاث سنوات من المقاطعة ولو على مستوى الخدمات؟ وعلى مستوى البعثات؟ وعلى مستوى الوظائف؟ وعلى مستوى الفقر؟ وعلى مستوى السكن؟ وعلى مستوى الجمهور هل يتحمل الآن سنوات إضافية من الضياع؟ انا مؤمن ان البرلمان سيقدم للجمهور على مستوى الخدمات 20 في المئة من الاستحقاقات الخدماتية وليس أكثر ولكن السؤال: لماذا نفرط في هذه الـ 20 في المئة؟ اعتقد اننا بحاجة كعاملين في الشأن العام إلى قراءة مواقف الحركات الإسلامية التي راجعت نفسها بعد أن كانت متصلبة تجاه سياسة التصحيح من الداخل، واتمنى قراءة كتب الشيخ شمس الدين وإعادة قراءة تجربة الاخوان في الأردن ولا بأس بالمرور بمقابلة السيدفضل الله التي نشرتها في "الوسط" واتمنى على الاخوان ان يتصلوا ليتشاوروا مع المفكرين العرب من باب الاستفادة من خبراتهم بعد طول تجربة، هل المقاطعات أفضل أم المشاركات في العمل السياسي؟ وبين أيديكم فضل الله، هاني فحص، أحمد الربعي، محمد الرميحي، عبدالمحسن جمال، حسين القلاف، المهري، حسن الصفار، الطيب يتزيني، عبدالوهاب الافندي... انا لا ادعو الى اخذ آراء هؤلاء وغيرهم كثر ولكني اتمنى ان نعرض عقلنا السياسي دائما للمراجعة، للنقاش، قد نأخذ امورا وقد نرفض أخرى وهذه سنة الحياة ولابد للاحتكام للعبة الديمقراطية، لكن ما اخشاه هو الوصول الى مرحلة الثقة التامة وتطبيق الافكار القطعية على السياسة... السياسة رمال متحركة، مناطق رمادية... السياسة فن الممكن وليس فن المستحيل واتمنى أيضا من النخب المتفهمة لخطاب الشيخ علي سلمان ولموقف الوفاق ان تسهم في دعم هذا الموقف وتبارك للجمعية موقفها وتشارك في دعم الجمعية ودعم مجلس الإدارة وان تسهم بعقلها وافكارها ولا تبخل عليها برأي أو موقف أو حضور فتسجيل الوفاق والجمعيات خير لها من الحل. ودخولها تحت قبة البرلمان خير ألف مرة من بقائها في الشارع. في اعتقادي ان المعارضين للتسجيل هم اخوة اعزاء مخلصون يجب احترامهم في موقفهم ولهم الحرية في ابداء رأيهم. لنا ان ننتقدهم في موقفهم وينتقدوننا في موقفنا لكن كل ذلك لا يفسد للود قضية. يجب ألا ندخل في نيات بعضنا بعضا واعتقد ان علاقة معارضي التسجيل والداعين له علاقة متينة وطيبة، يجب أن نعززها، خدمة للناس والوطن. رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1149 - الجمعة 28 أكتوبر 2005م الموافق 25 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً