العدد 1149 - الجمعة 28 أكتوبر 2005م الموافق 25 رمضان 1426هـ

الكادر السياسي وضرورة التضحية والإيثار

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

. .. للعمل الوطني مهمات وواجبات تتطلب الشيء الكثير من التضحية والإيثار من الكادر المؤمن بضرورة العمل - من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل... وطن لا يرعد القلم فيه بين الأصابع، من أجل وطن حر يشعر فيه الجميع بالعزة والكرامة، ويتمتع فيه المواطن بالحرية ويمارس فيه الناس ديمقراطية سليمة قائمة على "الشعب مصدر السلطات جميعا"... الكوادر المؤمنة بهذه المثل العليا عليها السير إلى حيث الغايات السامية وتجذير أسس المواطنية التي لا تضاد ولا تناقض بينها وبين مقاصد الشرع الإسلامي الحنيف. لعل جانبا من التيبس أو الشلل الذهني الذي يصيبنا في بعض الأحيان آت بسبب تراجع الوعي الوطني، وانغماس التنظيمات والتيارات السياسية في جزئيات ليست ذات أهمية بالنسبة إلى المواطن البحريني العادي، ويأتي على رأس هذه الجزئيات جدليات مذهبية غارقة في السذاجة، ممتهنة للمحاكاة مع نظيراتها على المستوى الإقليمي، وتحاول كل منها التمويه على المجتمع وتظهر على السطح بمسميات لا تمت إلى واقع ممارساتها بصلة "كالوطني والوطنية، والإسلامي والإسلامية أو الدين الصحيح، والمعرفة الأصيلة والحقة... إلخ"، وكل هذه الشعارات تسقط عند أول اصطدام بحجر صغير في أرض الوطن؟! من هنا يأتي دور الكادر الواعي داخل هذه التنظيمات الإسلامية في التنبيه إلى الزلل والخطأ الذي تمارسه الجماعة. الجمعيات السياسية الإسلامية الحاضرة منغمسة في صنع أحابيل للاستقطابات الطائفية النتنة، وهذه الجمعيات تخضع لمصالح أعضائها والاحتفاظ بالمكاسب الفئوية الضيقة للمحازبين... فهذا قيادي في جمعية سياسية إسلامية تترقى زوجته من بعد زيارة واحدة لمسئول لبيته! وآخر يناغي أحلام الفقراء والمساكين فيحصد الكثير من أصوات الفقراء والمعدمين وفي الوقت نفسه يتمرغ بهانئ العيش ولذيذه! وآخر يتوسط وساطة خير ليترقى أو يحوز زميل له في الجمعية السياسية وظيفة محترمة... وهكذا دواليك. إذا؛ أين مصلحة المواطن العادي غير المنتمي إلى هذه الجمعيات؟! في ظل الإغراق الطائفي من قبل الجمعيات الإسلامية للحوادث والملمات الكبيرة والصغيرة اليومية والعابرة مصادفة، فإنه يتحتم على التنظيمات السياسية الوطنية التي تخوض غمار السياسة بناء على مقومات وطنية وبرامج سياسية تعبر عن مصالح وطنية جامعة، عليها أن تردم الفجوة الكبيرة بين الناس والتنظيمات السياسية الديمقراطية والقوى الإسلامية المستنيرة التي تمتلك الكوادر المتعلمة والمثقفة والمسيسة أصلا ومنبتا، وعلى كوادر هذه التنظيمات ممارسة عملية ردم هذه الهوة السحيقة التي حفرها حفارو القبور أيام أمن الدولة المقبور. إن نكران الذات والعمل من أجل الناس يتطلب التضحية، ودائما هم المضحون لا يقدرهم زمانهم ولكن يخلدهم زمان وأجيال تأتي بعدهم! يا ترى ماذا كان يقول الناس عن الخمسة الكبار "الباكر، العليوات، الشملان، فخرو والموسى"، اتهمهم البعض بأنهم مثيرو الشغب ومروجو الفتنة! وإنهم منضمون إلى "الهيعة"... ويا ترى ماذا كانوا يقولون عن عبدالله علي جاسم فخرو؟ ألم يتهموه كما اتهموا المصلحين والدعاة إلى الحق... ولكن أتى زمان لاحق وخلد ذكراهم وزهت المجالس بصورهم. هكذا حقا هم الكبار، لا يلتفتون إلى الصغار والصغائر، ولا يهمهم الجبناء والمتلونون كالحرباء، ومهما قال عنهم المتحذلقون والمتحلقون حول موائد الكبار فإنهم ماضون إلى حيث ما آمنوا به... يمضون إلى مصيرهم ومصير كل مؤمن بالمبادئ والقيم والثوابت والمحددات الوطنية العظيمة ومقاصد الإسلام الجامعة.

عطني إذنك...

لا يستحي البعض من التمترس خلف الطائفة، في غدوه ورواحه ومأكله ومشربه، في نفاقه وازدواجيته، مظهرا شيئا ومضمرا أشياء...أمام الملأ وكأنه ملاك الوطنية والتسامح والصفاء! وأمام المريدين يمتطي حصان الرهان الأعرج، حصان الطائفية، ولهؤلاء نقول: حصان الوطن سليم معافى لا عرج به ولا زلل في طريقه الوطني الواضح... "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1149 - الجمعة 28 أكتوبر 2005م الموافق 25 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً