العدد 1149 - الجمعة 28 أكتوبر 2005م الموافق 25 رمضان 1426هـ

كيف نمنح هؤلاء الأطفال حياة مشرقة؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

ترمقك عيونهم تتوسل اليك ان تساعدهم على حمل همومهم بان تمدهم ببعض النقود مقابل ان يحملوا عنك بضائعك في السوق المركزي. .. هؤلاء هم أطفال الشقاء والبؤس. الناتجون عن جهل ابائهم بانجابهم العشوائي لهم. لا يملكون لا المال ولا الصحة للانفاق عليهم ورعايتهم... يحذفون بهم الى الشوارع منهم من ينحرف ومنهم من يعمل وهو طفل ليسد رمق اسرته وكأنه مسئول عما فعله ابوه الكثير الانجاب المتقاعد احيانا أو المتوفى أو العاجز احيانا أخرى أو متزوج من زوجة أخرى يتمتع معها بايامه ولا يعلم ولا يهمه ان يعلم بالشقاء والبؤس الذي تعيش في جحيمه زوجته الأولى وأولادها منه. وقد يتهرب من نفقته. ولا يعاقبه القضاء الشرعي لانه لا يوجد لدينا بعد قانون للاحكام الأسرية يوضح الحقوق والواجبات بين الازواج والآباء وابنائهم... ليجد المعتدي العقاب لردعه... فيلجأ أكبر الابناء الى العمل حتى يوفر احتياجات أمه واخوته الاساسية ويحرم من حقه في الدراسة... ويمضي حياته في أعمال متدنية... لا مستقبل لها. ماذا نتوقع من طفل عرف الشقاء قبل الفرح... والعمل قبل اللعب.. فهل يمكن لهذا الطفل ان يحب غيره... وهو لم يعرف الرحمة والحب من والده؟ هل يمكن لنا كقطاع خاص من مصارف وشركات كبرى مساهمة وشركات عائلية كبيرة ان نوفر حياة كريمة لهؤلاء الاطفال بان نوفر لهم العلم والمعرفة؟ هل يمكن للجهة المتبرعة ان توفر راتبا يسد احتياجات أسر هؤلاء الاطفال الرئيسية ليتفرغوا الى دراستهم الاكاديمية التي توفرها الجهة الراعية نفسها. الى جانب الانفاق على ملابسه وكتبه وتدريسه الجامعي حتى يتخرج بتخصص معين تحتاجه سوق العمل في البحرين أو تحتاجه الجهة التي قامت بتدريسه وتأهيله للعمل؟ ألن يخرج هؤلاء الاطفال الى الحياة متفائلين متسلحين بعلمهم وشهاداتهم ليرتقوا في الحياة بفضل التعاون والتآزر بين القطاع الخاص من مصارف وشركات كبيرة لتوفير حياة كريمة ومنتجة لهم؟ في يوم ما جلست مع صديقة لي وتحدثنا عن أهمية مثل هذا المشروع على أن تتبناه احدى الجمعيات مثل الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة بان يقوم المسئولون بها بتكوين لجنة من عاملين برواتب في الجمعية ومتطوعين للقيام بهذه المهمة النبيلة الضرورية. ولا اعتقد انها ستكلف القطاع الخاص المال الكثير... وخصوصا نحن نقرأ في الصحف ارباح المصارف التي وصل بعضها الى ما فوق المئة مليون، وشركات كبرى فاقت ارباحها عشرات الملايين في عام. ولا اظن انها لا تستطيع الانفاق من ارباحها على مشروع صغير ومهم كهذا المشروع. كل ما نحتاجه هو الرغبة في تحمل المسئولية نحو المجتمع والتبرع لتخفيف الهموم عن هؤلاء الاطفال وحمل المسئولية المرهقة عن اكتافهم، لكي يتعلموا ويفيدوا انفسهم ووطنهم بعلمهم. وروح التعاون التي سيتشربون بها من خلال عطاء مصرف معين لهم أو شركة كبرى مساهمة أو شركة عائلية كبيرة. ولا أدري ماذا تنتظر الدولة لكي توفر معاشا للعائلة التي يوجد بها اطفال ولا عائل لهم لكي تقوم بسد احتياجاتهم الاساسية؟ ولان تركهم هكذا جريمة في حقهم سيدفعه المجتمع غاليا في المستقبل. إذ كلنا نعلم ان الفقر والجهل والحاجة أفضل فيتامين يتغذى عليه شعور الابناء لتنمو لديهم الرغبة في العنف والتطرف والارهاب والاجرام باشكاله المتعددة الهدامة التي تبعد المستثمرين عن الدولة فيضعف اقتصادها وتزداد نسبة البطالة والفقر فيها. لنتضور امام اعيننا كم عدد هؤلاء الاطفال الذين ستشرق الحياة امام عيونهم وسنمنحم الأمل في حياة كريمة وفعالة قائمة على العلم والحب والعطاء لغيرهم؟ فهل نتحرك لتحقيق هذا المشروع المهم؟ ارجو ذلك. كاتبة بحرينية

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 1149 - الجمعة 28 أكتوبر 2005م الموافق 25 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً