لم يكن من قبيل المصادفة كما يبدو أن يصدر "إعلان دمشق" من قبل مجموعة من القوى السياسية المعارضة في سورية قبل أيام من صدور تقرير المحقق الدولي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ديتليف ميليس. فقد صدر هذا الإعلان المفاجئ الذي يدعو لإحداث تغيير شامل في المناخ السياسي السوري بطريقة سلمية، ونال موافقة مجموعة كبيرة من أحزاب المعارضة السورية في الداخل والخارج. وبدا تعامل السلطات التى أرغمت الصحافيين على مغادرة موقع الاجتماع ومنعت القائمين عليه من إكمال مؤتمرهم الصحافي بحجة أن الاجتماع لم يحصل على تصديق من السلطات المسئولة، أقل من المستوى المتوقع ولم تحدث اعتقالات للقيادات التى وقعت على الإعلان كما كان يحدث في زمان سورية حافظ الأسد. لكن هل يا ترى غضت السلطات السورية النظر عن تداعيات هذا الإعلان لأنها ترى في هذه الخطوة مقدمة لإحداث تغيير توافق هي أيضا على قيامه، لذلك تعاملت معه بالحد الأدنى من العنف ورد الفعل المضاد، أم أنها تخاف من رد الفعل الدولي وهي تواجه عاصفة اغتيال الحريري؟ من المرجح أن سورية بشار الأسد تختلف عن سورية حافظ الأسد أو هكذا نأمل. ومن المتوقع وهي تواجه أزمة مع المجتمع الدولي سواء كانت تورطت فعلا في جريمة قتل الحريري أم انها وقعت ضحية مؤامرة دولية، أن تتجه لإحداث ثورة تغييرات داخلية تشمل إزاحة كل الحرس القديم الذي تجاوز الزمن عقلية تعامله مع ملف لبنان وشعارات القومية والتقدمية الزائفة، وأن تقيم دولة مؤسسات ديمقراطية تضع السلطة في يد الشعب الذي دفع كثيرا من الدم. واستفادة من تجربة العراق من المعتقد ان تخط دمشق حكومة ومعارضة تجربة احداث تغيير ديمقراطي حقيقي ومن الداخل بعيدا عن دبابة وتدخل الأجنبي كما حدث لنظام بغداد ما يعد نموذجا يمكن ان يحتذى من قبل الدول الأخرى
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1148 - الخميس 27 أكتوبر 2005م الموافق 24 رمضان 1426هـ