العدد 1148 - الخميس 27 أكتوبر 2005م الموافق 24 رمضان 1426هـ

من يشكك في صدقية أوراق الدوسري عليه التحدث معي

محامي الدوسري لـ "الوسط":

الوسط-ريم خليفة، هاني الفردان 

27 أكتوبر 2005

قال محامي معتقلي غوانتنامو جوشوا كولانجلو براين: "إن الوقت قد حان للتوقف عن إطلاق افتراضات باطلة بوجود معاملة طيبة إزاء معتقلي غوانتنامو داخل المعتقل"، مشيرا إلى أنه حتى الحكومة الأميركية تقر بأنه غير صحيح. وأضاف كولانجلو براين في اتصال هاتفي أجرته معه "الوسط" أمس "أن الكثير من الحالات التي جاء ذكرها في الأوراق التي سلمها المعتقل البحريني جمعة الدوسري هي نفسها التي جاء ذكرها في تقرير وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن حجم الانتهاكات التي تحدث داخل المعتقل، إضافة إلى ما جاء من قبل وكلاء الـ "IBF" والجنود إلى المسئولين الحكوميين العاملين في المعتقل". وأوضح براين أن من لديه شك في صدقية الأوراق التي سلمها الدوسري له شخصيا، عليه التحدث معه مباشرة، مشيرا إلى أن من لديه معلومات غير كافية عن هذا الموضوع عليه أن يتوقف، لأن ذلك عار عن الصحة ومهين في الوقت نفسه، لما نقوم به من عمل إزاء هذه القضية. كما أضاف براين أن الدوسري سلمه عشرين صفحة لسرد تجربته داخل المعتقل في غوانتنامو، و"تم تسليم الأوراق إلى مرافقي العسكري الذي بدوره سلمها إلى الجهة المسئولة بالحكومة الأميركية كجزء من الإجراءات الروتينية في فرجينيا". كما أوضح قائلا: "عندما وصلت الأوراق إلى فرجينيا طلبت شخصيا أن تتم مراجعة المعلومات التي ذكرت في أوراق الدوسري، إن كانت تحوي أية "سرية" أو تحفظ على بعض المعلومات، وقد تم ذلك قبل أن يتم تقديم الأوراق وتوزيعها علنا على أصحاب الشأن والاتصال بالقضية". كما أضاف براين "أن الحكومة ومن خلال هذا الطلب وافقت على 17 صفحة من دون تحفظ، باعتبارها غير سرية، بينما تحفظت على ثلاث صفحات وأبقتها معها، وذلك ما أسعى إلى الحصول عليه من الجانب الحكومي حاليا". وأشار إلى أنه "تم تقديم 17 صفحة... وتحديدا، فقد طلب الدوسري مني شخصيا تقديمها إلى الناشط نبيل رجب والشيخ عادل المعاودة". من جانبه قال المعتقل البحريني في غوانتنامو جمعة الدوسري في رسالته التي تنشرها "الوسط" على حلقتين "أمس واليوم" إن الاستخبارات الاميركية الداخلية "IBF" حققت معه بشكل منتظم عن ارتباطاته، وما إذا كانت له علاقة بالحوادث التي وقعت في 11 سبتمبر/ أيلول .2001


رجب أكد صحة رسالـة المعتقل البحريني في غوانتنامو... و«الوسط» تواصل نشرها

الدوسري: «FBI» حققت معي بعد سبتمبر وكنت أول من دخل المعسكر الخامس الانفرادي في غوانتنامو ومازلت فيه

الوسط - هاني الفردان

قال المعتقل البحريني في غوانتنامو جمعة الدوسري في رسالته التي تنشرها «الوسط» على حلقتين (أمس واليوم) ان الاستخبارات الأميركية الداخلية (FBI) حققت معه بشكل منتظم عن ارتباطاته وعلاقاته، وما إذا كانت له علاقة بالحوادث التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول .

وذكر الدوسري انه أول معتقل يدخل المعسكر الخامس في غوانتنامو بعد الانتهاء من بنائه وافتتاحه في الخامس والعشرين من مايو/ أيار الماضي، مشيرا إلى أن الأمر بنقله إلى المعسكر الجديد جاء لكي يكمل باقي أيام اعتقاله في السجن الانفرادي، إذ ان المعسكر صمم لتكون زنازنه انفرادية، ومازال باقيًا فيه.

من جانبه أكد نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان (المنحل) نبيل رجب صحة رسالة المعتقل البحريني في غوانتنامو جمعة الدوسري والتي تنشرها «الوسط»، رافضا سعي البعض إلى تكذيب الرسالة او ما جاء فيها وخصوصا ان المشكك لم يحدد هويته او الجهة التي يتحدث منها، ما يثير الشكوك في مصدر التشكيك نفسه، مستائلاً عن أسباب عدم كشف المصدر المشكك عن نفسه او جهته، في قبال انه (أي رجب) تبنى إيصال الرسالة إلى الرأي العام وهو مستعد للمحاسبة في حال إثبات عدم صدقيتها.

وقال رجب ان الرسالة تسلمها من مكتب محاماة «درسي آند وتني» الذين زاروا غوانتنامو أخيراً والتقوا المعتقلين بمن فيهم الدوسري. وأشار رجب إلى أنه من المستحيل أن يتمكن أي شخص من سرد كل هذه التفاصيل عن قضية الدوسري إلا إذا كان هو نفسه، فلا أحد يمتلك كل هذه الحقائق والوقائع غيره هو والمحامون متبنو قضيته.

ونشرت منظمة العفو الدولية ضمن تقاريرها ما يؤكد صحة الرسالة التي بعثها الدوسري، إذ ان الدوسري أدلى بشهادته إلى المنظمة من ان التحقيق يجري معه وهو مكبل، بينما هُدد بالتحرش الجنسي وتعرض للضرب بصورة منتظمة. وهُدد بالقتل وأبلغ بأن أفراد عائلته سيقتلون.

وقال الدوسري للمنظمة انه خلال إحدى جلسات الاستجواب، لفّ بالعلمين الإسرائيلي والأميركي وسئل عن رأيه في سياسة الولايات المتحدة حيال «إسرائيل»، ويأتي ذلك متفقاً مع ما قاله أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في خليج غوانتنامو الذي كتب تقريراً يتحدث فيه عن رؤيته أحد المعتقلين ملفوفاً بالعلم الإسرائيلي أثناء التحقيق.

وأفاد تقرير المنظمة أن الدوسري تعرض للضرب المبرح على أيدي قوات الرد السريع. إذ ضُرب رأسه بالأرضية بقوة على نحو متكرر حتى غاب عن الوعي. وقال ثلاثة معتقلين آخرين إنهم شاهدوا عملية الضرب هذه. وذكروا أن هذه الحادثة قد سجلت على شريط فيديو.

وقالت المنظمة إن جنديا سابقا في الاستخبارات العسكرية كان يخدم في خليج غوانتنامو وصف في كتاب ألفه بعنوان «داخل الأسلاك الشائكة» وجه الدوسري بأنه كان آنذاك أسود وأزرق بعد أيام من تعرضه للضرب. وعلاوة على ذلك، يقول تقرير أعده عميل لمكتب التحقيقات الفيدرالي قابله بعد فترة وجيزة من تعرضه للضرب! إن الدوسري كان يعاني من «جرح حديث فوق جسر أنفه». ويحمل حالياً ندبة دائمة فوق أنفه يعزوها إلى عملية الضرب تلك. وذهبت المنظمة إلى ما ذهب إليه الدوسري في رسالته من أنه نقل إلى المعسكر . وقد صمم هذا المرفق في غوانتنامو على غرار السجون ذات الإجراءات الأمنية المشددة في الولايات المتحدة. إذ احتجز في زنزانة انفرادية إسمنتية لمدة ساعة في اليوم. وكانت الإضاءة ساطعة ليل نهار، بينما تظل مراوح كبيرة عالية الضجيج تعمل طوال الوقت للحيلولة دون تواصل المعتقلين فيما بينهم. ولم يسمح لجمعة الدوسري بالقيام بتمرينات رياضية إلا لساعة واحدة في الأسبوع، وأحيانًا لمدة لا تزيد على نصف ساعة، وفي حظيرة صغيرة لا يشاركه فيها أحد. وقالت المنظمة ان الدوسري يخضع للاستجواب بانتظام في المعسكر الخامس، وقد هدد بنقله إلى قاعدة باغرام الجوية، إذ أبلغ أن الأوضاع هناك أسوأ بكثير مما هي في غوانتنامو. ويعاني جمعة الدوسري جسدياً ونفسيا نتيجة اعتقاله وتعذيبه. وقد مر على احتجازه في الحبس الانفرادي الآن أكثر من عام. وخلال السنتين الماضيتين، عانى من ألم في منطقة القلب، ومن ألم وخدر في ذراعه اليسرى. كما عانى أيضاً من شعور بالدوار ومن مشكلات في أسنانه وبصره.

وكانت «الوسط» نشرت أمس الجزء الاول من رسالة الدوسري وهنا الجزء الثاني والاخير من رسالته التي يشرح فيها تفاصيل اعتقاله من على الحدود الباكستانية الأفغانية وحتى منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي.

أما من جهة الاعتداءات الجنسية فقد حدثت أشياء كثيرة وسأذكر ما يتيسر لي منها... فأسوأ حال - أو اعتداء - حدث لي كان في شهر سبتمبر/ أيلول أو بعده لا اذكر التاريخ تماماً في العام م. أول سبتمبر بعد الحوادث. كان Fbi يأخذني كثيراً للتحقيق وفي احد الأيام (يوم السبت) وبسبب تذكري لهذا اليوم قصة تأتي ان شاء الله - اخذني الجنود في الليل إلى التحقيق وفي غرفة التحقيق قيدوا قدمي بتلك الحلقة الفولاذية ثم تركني الجنود وخرجوا وجلست لوحدي فترة طويلة ثم بعد فترة فتح الباب بعنف ودخل اربعة جنود مقنعين بقناع اسود ثم دخلت محققة مدنية واخذ الجنود يرهبوني برفع اصواتهم وكان بيد احدهم كاميرة فيديو يصور بها... ثم قالت تلك المحققة لي: والآن نريد منك ان تعترف بأنك من القاعدة أو ان لك اية صلة بما حدث في الهجمات الأخيرة على الولايات المتحدة أو سوف نريك في هذه الليلة شيئاً ابداً لن تنساه طوال عمرك - وفعلاً لن انسى ما حدث طوال عمري... فقلت لها اني ليس لي أية علاقة بما تتحدثين عنه وكان معهم قيود اضافية يحركها الجنود بأيديهم بقصد ارهابي وتخويفي، وبدأت بتهديدي وعندما تيقنت ان هناك أمراً خطيراً سيحدث لي بدأت اصرخ واصرخ لعل أحد الاخوة يسمع صراخي... ولكن هيهات فإن كل غرف التحقيق بها عوازل للصوت.

فقالت لي وهي تضحك وتقهقه، اليوم السبت اجازة ونحن في الليل ولا يوجد أي أحد من المسئولين... ثم بعد آخر محاولة منها في تهديدي أمرت الجنود بان يبدأو... بما كانوا قد رتبوا له سابقاً... فجاء الجنود فأنزلوني من على الكرسي وكانت قدمي مقيدة بتلك الحلقة. كما ذكرت سابقاً ثم مددوني على ظهري ووضعوا القيود الاضافية الطويلة فوق قيد يدي وسحبوني منها بشدة ووحشية في اتجاه عكس اتجاه قدمي وانا ممد على ظهري ثم اشارت تلك المحققة لأحد الجنود الذي كان بحوزته مقص بأن يقص جميع ملابسي. فبدأ الجندي بقص ملابسي ثم سحبها ورماها في زاوية الغرفة، ثم بدأت تلك المحققة بنزع ملابسها - والجندي يصور بالكاميرا كل شيء - ثم عند آخر قطعة من ملابسها الداخلية وقفت فوقي ولما نزعتها - وكانت تلبس حفائض نسائية - نزل دم حيضها فوقي ثم بعد ان انتهت من هذا الاعتداء القذر... وكنت أحاول وأقاوم هذه الجريمة القذرة لكن الجنود كانوا يمسكونني من القيود بقوة وغلطة كادت ان تقطع يدي، فبصقت عليها وعلى وجهها فوضعت يدها في دم حيضها القذر الذي نزل على جسمي فمست به صدري وكانت تلك الفاجرة تلبس سلسلة فيها صليب والصليب فيه صنم رجل مصلوب، فقبلت الصليب بعد أن رفعته ونظرت إلي وقالت: وهذه هدية لكم ايها المسلمون ولطخت يدها بدم الحيض ومسحت به وجهي ولحيتي ثم قامت وبدأت تنظف نفسها وتلبس ملابسها ثم خرجت من الغرفة - إلى سخط الله وغضبه انشاء الله. ثم اخذ الجنود يدي وقيدوهما مع قدمي في الأرض ثم خرج جميع الجنود بعد ان اخذوا ملابسي من زاوية الغرفة وتركوني على هذه الحال مقيدا عريانا ملطخا بدم

العدد 1148 - الخميس 27 أكتوبر 2005م الموافق 24 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً