الأخ المحترم علي العبسي هو شاب وسيم، طيب المعشر، هادئ الطباع وله نظرات ثاقبة في حل الأمور المستعصية ولكنه دائماً ما يكون كتوماً ويحتفظ بالحلول لنفسه... تلاقيت معه في أحد المجالس الرمضانية خلال هذا الأسبوع فسألني (بكل مكر ودهاء) عن الرجل الذي جلبته المؤسسة العامة للشباب والرياضة إن كان جاسوساً لهم أو خائناً منقلباً عليهم؟
قلت له: يا صديقي الله وحده هو العالم، ولكن إللي ما فيه خير لبلاده كيف تتوقع أن يكون فيه ذرة خير لك؟
هما صفتان أحلاهما مرة... الأولى جاسوس، والثانية خائن... وهذا الترينيدادي أما أنه جاسوس مرسل إلينا من بلاده أو أنه شخص خائن لبلاده، أو انه برئ ومخلص.
والآن نحن في البحرين (تقريباً) أصبحنا في وضع مشابه لعالم الجاسوسية الذي انتشر بكثرة في الحرب العالمية الثانية... والفريق الذي سنلعب ضده في تصفيات كأس العالم يريد أن يتغلب علينا بأية طريقة (مسموحة أو غير مسموحة) وهو يعتقد بأننا شعب طيب لدرجة السذاجة، ويريد استغفالنا لأبعد الحدود.
جماعة ترينيداد وتاباكو يلعبون ويضربون من فوق الحزام (مشروعة) ومن تحت الحزام (غير مشروعة) فقط لكي يهزمونا، وفي سبيل وصولهم لكأس العالم في كرة القدم يرسلون لنا كابتن فريقهم الكروي السابق جاسوساً علينا ويصورونه على أنه خائن لهم... ويتدخل رئيس الجمهورية بكل قوته ورئيس الاتحاد القاري بكل سطوته ورئيس الاتحاد المحلي بكل إمكاناته المتاحة للتأكيد على أن هذا الجاسوس المرسل هو خائن ومنشق عليهم، وهؤلاء جميعهم سيحضرون إلى البحرين لمشاهدة ومؤازرة فريقهم الكروي وبواسطة الطائرة الخاصة بالرئاسة الجمهورية.
أما نحن... نحن جميعاً نائمون وغير مكترثين (اتحاد كرة القدم)... وتركنا أعباء العمل على المؤسسة العامة للشباب والرياضة التي استنجدت بالكابتن السابق للفريق الذي سنلعب ضده لكي يعطيها معلومات جاسوسية دقيقة عن فريقه الذي تربى وترعرع فيه وكان سبب شهرته... عاد هذي كلام ممكن الواحد يصدقه؟
المثل يقول: حدث العاقل بما لا يليق، فإن هو صدق فلا عقل له.
كيف نصدق أنه من الممكن أن يخون بلده بهذه السهولة، وحتى لو انه ليس كذلك فما هو الضمان بأنه سوف يكون مخلصاً لنا؟.
يقول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في قصيدته «احذر عدوك»:
وسلامتكم يا مؤسسة... وصح النوم يا اتحاد
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1147 - الأربعاء 26 أكتوبر 2005م الموافق 23 رمضان 1426هـ