العدد 1147 - الأربعاء 26 أكتوبر 2005م الموافق 23 رمضان 1426هـ

رائد الرومانسية جيرودت في اللوفر

يستقبل متحف اللوفر حتى الثاني من يناير/ كانون الثاني المقبل أعمال الرسام الفرنسي "جيرودت" - 7671 حتى 4281. "ثورة القاهرة" هي اللوحة الرئيسية التي تتصدر أعمال هذا الفنان وهى تحفة فنية بما تعنيه هذه الكلمة لما لها من تأثير خلاب على كل من تقع عيناه عليها. "ثورة القاهرة" أنجزت العام 0181 ويبلغ حجمها 3 في 5 أمتار وهى بمثابة نافذة مفتوحة على عالم من الابداع الفني وان كان لا يخلو من الطلاسم التي يتعين على المشاهد حلها، كل من منظوره الخاص. ويتضح من عنوان اللوحة تصور المعركة التي دارت رحاها بين الجنود الفرنسيين والمصريين في قاهرة المعز حيث تتراكم الاجساد بعد أن اختلطت بعضها ببعض، كما يظهر بعض المحاربين وكأنهم قد فقدوا الوعي تحت وطأة ضربات السيوف. ويمكننا القول ان لوحة جيرودت تخفي في باطنها بقدر ما تعبر في ظاهرها... مع ملاحظة أن القائمين على متحف اللوفر نجحوا على مدى خمسة أعوام في تجميع أهم أعمال هذا الرسام الذى عرف عنه بتفضيله للافكار الغريبة على الافكار المسطحة. ففي لوحتيه "عطا الله في القبر" و"نعاس أنديميون"، نجده يتأرجح ما بين البساطة الممزوجة بالسمو في الأولى والتفسير الحسي للأساطير كما هو الحال في الثانية. وينحدر الرسام الفرنسي جيرودت من المدرسة الكلاسيكية المحدثة وقد حقق خلال حياته نجاحا منقطع النظير حتى أنه استحق جنازة تليق برئيس دولة، ولكنه سرعان ما غرق في دائرة النسيان بعد وفاته وذلك بعد ان اجتاحت موجة الرومانسية الحياة الفنية اعتبارا من العام 0281 ثم واقعية القرن التاسع عشر من بعدها. أما اليوم فأصبح جيرودت الفنان المفضل لدى الاميركيين من هواة جامعي اللوحات الفنية والمادة المفضلة التي يختارها الدارسون لتاريخ الفن حينما يحضرون لرسالة الدكتوراه. الاهتمام بـ جيرودت / كما يقول أمين متحف اللوفر "سيلفيان بلنجر"/ هو احياء لاتجاهات كان تاريخ الفن قد طواها في دائرة النسيان وأهمها الطابع الحسي، والمعارك والمسائل العرقية، إذ يرى الكثيرون في أعماله مدخلا لتفسير الهوية الجنسية كل وفقا لما يراه، لذلك فعودة هذا الفنان هي بمثابة انتصار كاسح لموهبة فذه بعد أن تم نفض الغبار عنها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً