في ركن صغير من اركان المعهد القومي الهندي للامراض المعدية تحفظ مئة ألف بعوضة وفأر حامل للطاعون وديدان من غينيا وطيور برية مصابة بالتهاب الدماغ الياباني. ويشتهر المكان باسم متحف البعوض ويضم أقدم وأكبر مجموعة من نوعها في جنوب وجنوب شرق آسيا وتأسس رسميا في العام 8391 ومازال يستخدم في مكافحة انتشار الامراض القاتلة. ويأتي العلماء والباحثون من مختلف أرجاء العالم إلى هنا لدراسة هذه الحشرات المسجلة بشكل جيد والمحفوظة في علب من الخشب ذات أغطية زجاجية والتي كان غالبيتها مسئولا عن ملايين الوفيات في جنوب وجنوب شرق آسيا. وعلى رغم أن كثيرا من الدول لديها مجموعات مشابهة فإن نيودلهي تملك بعضا من اقدم النماذج هي ومتحف التاريخ الطبيعي في العاصمة البريطانية "لندن". وقال مدير متحف البعوض في كيه ساكسينا "نحن فخورون جدا بحشراتنا... انها منجم ذهب للباحثين". ويمثل المتحف موردا حيويا للمعلومات للمخططين في الحكومة الذين يرغبون في البدء في تطوير مشروعات في مناطق لم تستكشف بعد. فقبل البدء في أي مشروع يجمع علماء من الحكومة عينات من البعوض من المنطقة المراد تنميتها ويضاهونها بالعينات الموجودة في المتحف لمعرفة ما اذا كانت امراض مثل الملاريا أو حمى الدنج او التهاب الدماغ موجودة في هذه المناطق الجديدة. كما تجمع عينات من المياه لفحص انواع البكتيريا الموجودة فيها. وفي حال العثور على بعوضة حاملة لمرض ما تحذر الحكومة من المخاطر المحتملة اذا مضت قدما في المشروع. كما يعرض المتحف تاريخ المنطقة من الامراض التي يحملها البعوض. ويقول ناندلال كالرا وهو عالم ظل يقوم بأعمال ميدانية على مدى أكثر من ثلاثين عاما ورأس المتحف في وقت سابق انه في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي كانت الملاريا تقتل مليونا وتصيب 57 مليونا كل عام في الهند. وحدث أسوأ وباء شهدته الهند العام 8191 عندما توفي 03 ألفا في منطقة امريتسار الشمالية. وفي فترات أقرب تشير بيانات رسمية إلى نحو 22 مليون حالة اصابة وعشرة آلاف وفاة في الفترة من العام 3991 إلى العام 3002