العدد 1147 - الأربعاء 26 أكتوبر 2005م الموافق 23 رمضان 1426هـ

مفردات الأنواء والأزمنة تكشف عن ثراء العربية

الدلال في بيت القرآن:

المنامة-جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

أكد عالم الفيزياء ورئيس الجمعية الفلكية البحرينية شوقي الدلال أن موضوع الأنواء والأزمنة عند العرب يكشف عن غنى اللغة العربية بالمفردات التي قد لا نجد لها مثيلا في اللغات الأخرى. وقال: "لقد قام الكثير من الباحثين بدراسة أصل هذه المفردات وأصابوا أحيانا ولم يصيبوا أحيانا أخرى". جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الدلال مساء الأحد 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في بيت القرآن والتي تناول فيها ما قاله العرب في البروج، ومنازل القمر والنوء ومعناه.

البروج

ومهد الدلال لمحاضرته بقوله: "قبل التطرق الى البروج يجب الالتفات الى بعض الحقائق العلمية السؤال عن البروج نفسها، فما هي البروج؟ اننا عندما ننظر الى السماء نجد مجموعات من النجوم متناثرة في السماء رأى الأقدمون فيها أشكالا انسانية وحيوانية تعود الى الحضارة البابلية القديمة. وقد أدخل عليها اليونانيون والاغريق أشكالا أخرى ثم استبدلها العرب بأشكال مختلفة وخصوصا عند الصوفي. فرأى العرب في كل مجموعة من النجوم شكلا معينا، فصوروها على شكل دب أحيانا ومجموعة أخرى على شكل نسر، وأخرى على شكل سلحفاة وثانية على شكل حيوان أسطوري وهكذا. وأضاف: "ثم جاء الاتحاد الفلكي في العام 1930 وقسم السماء الى 88 قسما وهذه التقسيمات تشابه تماما تقسيمات الكرة الأرضية الجغرافية فكما أن هناك دولا وفي هذه الدول مدن، فكذلك بالمقابل هناك تقسيمات وحدود للكوكبات فلكل كوكبة نجوم. فالنجوم هي بمثابة الدولا. فمنها الكبير ومنها الصغير والمقياس هنا هو شدة السطوع وليس الاتساع المتعارف عليه".

الكوكبات

ثم تحدث الدلال عن الكوكبات فأوضح: "ان الكوكبات التي تحيط بالكرة الأرضية منها 48 كوكبة ترى من الجزء الشمالي كما أن هناك 40 منها يرى من الجزء الجنوبي. ولكن هناك كوكبات مميزة في موقعها، وهي التي نطلق عليها اسم كوكبات البروج والتي تقع في ما يقابل خط الاستواء من الكرة السماوية". وهذه المجموعات النجمية سماها العرب "الكبش" وأيضا أسموها "الحمل"، "التوأمان"، "السرطان"، "الأسد"، "العذراء"، "الميزان"، "القوس"، "الدلو"، و"الحوت" فهناك في البروج 13 كوكبا الى جانب كوكبات أخرى مرشحة لأن تكون كوكبات بروجيه في الأعوام الطويلة المقبلة. وأضاف: "ان هذه بصورة عامة النجوم الساطعة في السماء، اذ نجد في الوسط مثلا "سينوس" وهي كوكبة الدجاجة و"ساجيتا" كوكبة السهم وهناك أيضا "ليتل ديبر" ونحن نسميها بنات نعش الصغرى و"بيج ديبر" بنات نعش الكبرى وهذه النجوم ترى في السماء وتتبع كوكبة الدب الأكبر وكوكبة الدب الأصغر. وهناك أسطورة مرتبطة بجميع الأشكال الأسطورية الموجودة في السماء فهناك مجموعة من النجوم تصورها الأقدمون على شكل امرأة فأسموها المرأة المسلسلة".

منازل القمر

وعن منازل القمر قال المحاضر: "كما أن هناك كوكبات ونجوما في السماء، فكذلك هناك نجوم في هذه الكوكبات. وقد أطلق العرب على المجموعات النجمية أو المجموعة المفردة من هذه النجوما أسماء معينة فهناك مثلا النطح الذي يتكون من نجم واحد، وهناك البطين الذي يتكون من نجمين، الثريا التي تتكون من مئة نجم، الدبران الذي يتكون من نجم واحد، وكذلك الذراع والنثري والطرف والجبهة والعواء والسماك والزباني الاكليل والقلب، والبلدة وسعد الذابح وسعد السعود وسعد الأخبية. فهناك ثمانية وعشرون مجموعة نجمية. وكل واحدة منها يعد منزلة من المنازل. أي أن القمر عندما يمر في السماء في كل ليلة يمر في واحدة من هذه المنازل والمواقع التي في السماء والتي تتوافق مع ظهور هذه النجوم ولكن الغريب أنه وعند دراسة هذه الأسماء نجد أن ثمانية من هذه الأسماء لها علاقة بالأسد مثل الصرفة والزبرة والجبهة وهناك أشياء أخرى تتعلق بالعقرب. فهناك أربعة تتعلق بالعقرب وأربعة تتعلق بالأسد اذ يبدو أن العقرب والأسد ذائعا الصيت عند العرب في ذلك الحين". وأضاف: "ان القمر ينزل في كل ليلة بمنزلة من هذه المنازل وتسمي العرب منازل القمر نجوم الأرض. فنتذكر دائما أن منازل القمر هي المناطق التي يمر فيها القمر والتي يتوافق وجود نجوم معينة فيها. ولسقوط كل منزل من المنازل. ونعني بالسقوط أن النجم يظهر لفترة معينة وبعد أيام معينة يختفي فنقول انه سقط فسقط النجم معناه اختفى. وهذه لها علاقة كبيرة بالأنواء عند العرب ولسقوط كل منزل من المنازل يلزم مرور 13 يوما. بمعنى أن كل منزلة تبقى 13 يوما ثم تأتي التي تليها فإذا ضربنا 28 في 13 فسيكون الناتج تقريبا السنة الهجرية. خلا الجبهة فإن لها 14 يوما".

الأنواء

ثم انتقل الدلال إلى الحديث عن الأنواء فبين معنى النوء بقوله: "لقد جرت أبحاث عدة لتعريف النوء ولكن اتفق قديما على أن النوء هو سقوط منزلة من منازل القمر. ونعني به كما أسلفنا غياب نجم ما وظهور نجم آخر. فالنوء يرتبط بسقوط نجم ما بغياب نجم ما وظهور نجم آخر من جهة الشرق". وأضاف: "اننا اليوم نسمع الأنواء الجوية ولدينا أقمار صناعية ونستطيع أن نتنبأ الى حد ما بدرجات الحرارة وبالمطر. ولكن العرب كانت لهم طريقتهم الخاصة في التنبؤ بالجو. فكان سقوط كل نجم مصحوبا بحال جوية معينة. وقد تكون هذه الحال عبارة عن سقوط مطر، أو حر أو برد أو أي شيء آخر وبالتالي تعزى هذه الحال النجمية الى النجم نفسه الذي سقط. فإذا مضت مدة النوء ولم يكن فيها مطر قيل هوى نجم كذا بمعني أن النجم سقط ولم يحدث شيء اذا فالطقس لم يتغير. واذا كان هناك مطر متوقع مثلا أو أن النجم سقط في تلك الفترة من العام الذي صاحبه سقوط مطر نقول ان النوء قد صدق. ولكن القدماء لم تكن لديهم أقمار صناعية أو أرصاد لحال الطقس انما كانت لديهم معالم أو علامات يستدلون بها على ماذا سيحدث وهذه العلامات هي ظهور وغياب بعض النجوم في السماء . وهناك أيضا ما يسمى بالبوارح وهي تنسب الى طلوع نجم "الحر" خصوصا لأنها لا تكون في غير أيام الحر. وبصورة عامة ما كان من حر فهو منسوب الى طلوع النجم وما كان من غيث فهو منسوب الى نوعه"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً