المشروع الاصلاحي عنوان عريض وشعار جميل يطرحه البعض في أوانه وغير أوانه. .. ولكي لا يتحول هذا المشروع الطموح إلى اسطورة اعلامية تاريخية يجب أن ننظر بحيادية، لنحلل ونعيد جمع جزئيات المشروع جيدا. المشروع الاصلاحي يعني على المستوى العلمي اصلاح كل ما هو معوج، وبالتالي ما هي اسقاطات هذه القاعدة على الواقع الذي نعيش؟ المشروع الإصلاحي يعني تطورا سياسيا ديناميكيا مستمرا، وتنمية اقتصادية مطردة، ومناخا ثقافيا متنوعا، وهذه العناصر الثلاثة اذا ما وجدت تساوي واقعا اجتماعيا صالحا. التطور السياسي في بلدنا يسير كالسلحفاة، لان الكثير من مكونات المشروع اصبحت تدور في حلقة مفرغة... سلطتنا التشريعية ليست مثالية لكنها ليست واقعية أيضا، ونشاط المؤسسات السياسية حصر في زاوية بعد اصدار قانون الجمعيات. اقتصاديا، لا احد منا يعتقد أن ثمة تطورا اقتصاديا حاصلا يقطف المواطن البسيط ثمراته، ونسأل البعض الذي يرى وجود هذا التطور أين ثمراته على المواطنين، ونسأل هل يوجد في مجتمعنا اقتصاد معرفي؟ فالبحرين في هذا العام تراجعت عن مستواها الريادي في التنمية البشرية التي تقاس على اساس التطور في الطب والتعليم والاسكان والحالة الاجتماعية العامة. ثقافيا، لم نعد كحكومة وشعب قادرين بعد على استيعاب تنوع ثقافي حقيقي لا شكلي... كل هذه المؤشرات يجب أن يعاد النظر في كيفية مواجهتها، فالاصلاح ليس اسطورة نتشدق بها... حكومتنا ومؤسساتنا الرسمية والاهلية عليهم ان يقروا بأن مشروعنا الاصلاحي بحاجة إلى دفعة تخرجه من مياهه الراكدة
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1146 - الثلثاء 25 أكتوبر 2005م الموافق 22 رمضان 1426هـ