أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيان حقائق في سبتمبر/ أيلول الماضي يوجز جهود الولايات المتحدة في مجال دعمها للمرأة في منطقة الشرق الأوسط الذي يصب فيما أطلقه الرئيس الاميركي جورج بوش في العام 2002 كجزء من الالتزام الاميركي بدفع عجلة الحرية في المنطقة أي من خلال مبادرة الشراكة الاميركية الشرق اوسطية " ميبي" التي تعزز من قدرات المرأة وتمكينها باعتبارها أحد الأعمدة الأربعة للإصلاح في المنطقة. فهذه البرامج التي ذكرت في البيان تسعى بالدرجة الأولى الى إزالة الحواجز التي تقف في وجه مشاركة المرأة العربية في الحياة السياسية والاقتصادية التي بدورها تمهد لتحسين أوضاعها الاجتماعية والعمل على تحسين القوانين المتعلقة بها وهي مشروعات بدأت أيضا تنفذها وتعمل بها دول عربية مثل الأردن والبحرين. هذه البرامج يستفيد منها أربعة عشر بلدا عربيا بما فيها الأراضي الفلسطينية المحتلة إذ تكلف هذه البرامج 13 في المئة من أصل الـ 293 مليون دولار التي خصصها الكونغرس الاميركي لهذه المبادرة وذلك خلال العام الجاري. فمن البرامج التي تقدمها "ميبي" المشاركة السياسية والمجتمع المدني الذي يوفر التدريب على المهارات القيادية السياسية وآخر تنظيمي لتولي مناصب انتخابية اذ كان آخر ما نظمته هو الندوة التي أقيمت في عمان بين مارس/ آذار وابريل/ نيسان الماضيين إذ شاركت فيها 76 سيدة من مختلف أنواع الاحزاب السياسية في لبنان، العراق، مصر والأردن تناولت المبادئ الاساسية للحملات الانتخابية الحديثة ومهارات الاتصالات والدفاع عن الآراء السياسية وقد بنت هذه الندوة على ما خرجت به حلقتان سابقتان في قطر وتونس وشاركت فيها البحرين، الكويت وقطر والثانية في المغرب. أيضا ساندت "ميبي" برامج التدريب السياسي في الكويت اذ يقوم حاليا صندوق الديمقراطية الاميركي الشرق أوسطي برعاية برنامج لتدريب الفعاليات النسائية على تطوير استراتيجيات لأجل تأمين الحقوق السياسية للمرأة بما فيها حق الاقتراع وحق الترشح للمناصب الانتخابية وتم تنظيم ذلك عبر ائتلاف "رايتس" مع المعهد الديمقراطي القومي. كما قدمت وزارة الخارجية الاميركية خلال السنوات الثلاث الأخيرة تدريبا واسعا للمعلمات السعوديات الى جانب ان السفارة الاميركية في الرياض تعمل عن كثب مع الصحافيات السعوديات ومع كليتين خاصتين بالنساء في جدة لتوفير برامج التطوير المختلفة. وفي الشهر المقبل سيجتمع في المنامة وزراء خارجية دول الثماني وفيهم وزراء خارجية في الشرق الأوسط للتباحث بشأن الاصلاح في المنطقة، وسيكون موضوع تمكين المرأة أحد اهم المحاور التي سيطرحها المؤتمر وهذا كله يحتسب لصالح المرأة العربية عموما والخليجية خصوصا ولابد من الاستفادة منها بأكبر قدر ممكن كون ان التوجه الحالي صار يبدي اهتماما حقيقيا بالتطوير والتواصل مع نساء الخليج في مختلف المواقع ما قد يعالج بعضا من الأمور التي مازالت تعوق تطور وضع المرأة العربية التي غالبا ما تكون محاصرة داخل مجتمعاتها