العدد 1145 - الإثنين 24 أكتوبر 2005م الموافق 21 رمضان 1426هـ

مستشرقة ألمانية: جوته أعاد الحياة الى المتنبي في أوروبا

عبر كتاب "جوته وبعض شعراء العصر الاسلامي"

ترى مستشرقة ألمانية أن المتنبي الذي يعتبره كثيرون أهم شاعر عربي حظي باهتمام خاص من الشاعر الالماني جوته الذي أعلن اعجابه به متجاهلا بذلك كون المتنبي "شخصية نكرة" في أوروبا في تلك الفترة اذ كان كلاهما يرى موهبته تتجاوز الشعر الى النبوة. وقالت الاستاذة بجامعة ستانفورد الاميركية كاتارينا مومزن في كتابها "جوته وبعض شعراء العصر الاسلامي" ان كثيرين يرون أبا الطيب المتنبي 915 - 965/ "أعظم شاعر عربي أو آخر الشعراء العرب العظام" على أدنى تقدير وتشهد الاحتفالات التي أقيمت في كل البلدان الناطقة بالعربية في العام 1935 بمناسبة مرور ألف عام على ميلاده على مدى التقدير الذي يحظى به هذا الشاعر المبدع في الفن الشعري العربي. ان ديوانه من جملة النصوص التي اعتاد الناشئة على حفظها عن ظهر قلب كحفظهم للقران". والكتاب الذي ترجمه العراقي عدنان عباس علي صدر الأحد الماضي عن دار "ديوان المسار للترجمة والنشر" في بغداد وتقع ترجمته العربية في 200 صفحة ويضم فصولا عن أدباء وشعراء. قال جوته في كتابه "الديوان الغربي-الشرقي" انه يدين بالشكر لهم ومنهم أحمد بن عرب شاه 1389 - 1450 وقيس الشهير بمجنون ليلى وحاتم الطائي اضافة الى فصل ختامي عنوانه حكم وأمثال جوته وتأثرها بالحكم والأمثال العربية. وقالت مومزن ان المتنبي كاد أن يكون نكرة بالنسبة للقارئ الأوروبي في عصر جوته ولكنهم انتبهوا اليه بعد أن تحدث عنه جوته "باعجاب واكبار" في "الديوان الغربي -الشرقي" فبعد سنوات نشرت ترجمة كاملة لديوان المتنبي ووصفه الناشر الألماني "في العنوان بأنه أعظم شاعر عربي". وأشارت الى أن للمتنبي ظلالا في بعض أعمال جوته ومنها مشهد فكاهي في مسرحيته "مأساة فاوست" كما استوحي النبرة الغزلية في قصيدته "السماح بالدخول" التي كتبها يوم 24 أبريل/ نيسان 1820 من غزليات المتنبي. وسجلت ما يقال عن ادعاء المتنبي أنه "نبي ثان اختارته العناية الالهية لتنقية العقيدة الاسلامية مما لحق بها من شوائب. أخذ يعبر عن التفويض الالهي" بصور من النثر السامي الرفيع. وأضافت أن ما اعتبرته جرأة وجسارة امتلكها المتنبي في اعلان نبوته كان محلا لاعجاب جوته الذي درسه عن قرب بل رأى فيه "شاهدا تاريخيا عظيم القدر على ما بين الشعراء والرسل من تنافس. وكان قد شعر حياله بأواصر قربى تجمعه وتجعله أحد أسلافه فجوته أيضا كان يطمح الى ما هو ليس أدنى من ذلك فهو أيضا يرغب في أن يقول في انجيله الدنيوي ما هو خير مما تعلمه الأناجيل المتداولة". وأوضحت "أن جوته كان في مرحلة مبكرة من تطوره الشعري وانطلاقا من شخصيته الخارقة على وشك أن تغريه نفسه بادعاء النبوة... ولكن غوايته هذه لم تدم طويلا". وقالت ان ما وصفته بالمغزى الساخر الذي ينطوي عليه لقب "المتنبي" يتطابق مع معايشات جوته نفسه حين نأى بنفسه عن التورط في ادعاء النبوة تحت سطوة دجالين سبقوه الى مثل هذا الادعاء ولكنه "انسحب بسخرية واستهزاء من مأزق ادعاء النبوة". وذكرت أن قرار جوته بالاقتصار على كتابة الشعر "كان واحدا من أهم القرارات التي اتخذها في حياته. كان يتعامل مع تطلعاته للادعاء بأنه رسول مرسل بسرية تامة طيلة حياته. ولم تفصح هذه التطلعات عن نفسها في نتاجه الشعري الا بالكاد وان صادف وكشفت عن نفسها فانها تتستر بالالغاز وتبدو على نحو غامض أو بروح ساخرة من النفس فهو يتقمص تارة شخصيات الأنبياء موسى والسيد المسيح ومحمد "ص" وتارة أخرى شخصيات أسطورية" تتسم بالنبوة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً