العدد 1145 - الإثنين 24 أكتوبر 2005م الموافق 21 رمضان 1426هـ

الدعوة لحفظ تراث وفلكلور القرية البحرينية

خلال ندوة بالمحافظة الشمالية

الجنبية-المحرر الثقافي 

تحديث: 12 مايو 2017

يبدو أن توجيه الاهتمام الى تراث وفلكلور القرية في البحرين يشغل بال الكثير من المهتمين! فعلى رغم أن هذا التراث الذي يمثل مخزونا إنسانيا غنيا ويشكل رافدا من روافد الثقافة الأصيلة في مجتمع البحرين، فإن هذا المخزون يعاني من الإهمال الى درجة جعلته محصورا في بعض الفعاليات والمهرجانات وأركان بعض المعارض وزوايا المتحف الوطني! ألا يعني هذا التراث شيئا بالنسبة إلى جهات الاختصاص؟ في محاولة لتسليط الضوء على تراث القرية البحرينية وفلكلورها الذي يشمل كل أنواع الفنون البحرينية والخليجية وتلك التي لها طابع ديني مرتبط بالمناسبات، فتحت المحافظة الشمالية المجال للمناقشة عبر تنظيم ندوة رعاها محافظ الشمالية أحمد محسن بن سلوم وافتتحها بالنيابة نائب المحافظ الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة قدمت موضوع فلكلور القرية على بساط البحث بمشاركة اثنين من المتخصصين في هذا المجال، هما راشد نجم ومحمد حسن خلف اللذان ألقيا الضوء على الكثير الكثير من هذا الفلكلور، حتى يمكن اعتبار هذه الندوة واحدة من الخطوات المهمة لتدوين المعلومات الغنية المتصلة بتراث وفلكلور القرية.

فلكلور يحمل روحا بحرينية

وخلال الندوة، صنف راشد نجم فنون القرية بدءا بالأهازيج والأغاني انتهاء بالأفراح والأراجيز والزجل، لكنه أكد أن فنون القرية لها خصوصية ورونق خاص، فمنها ما هو مرتبط بالمناسبات ومنها ما هو مرتبط ببيئة القرية ومنها ما يمكن اعتباره فن أصحاب المهن والذي يشمل الأشعار والقصائد والجلوات. وفي إطار الحديث عن هذا الجانب التراثي الحضاري المهم، يركز نجم على أن القرية البحرينية مثلت نموذجا لإشاعة روح التعاون في الحياة الاجتماعية، ويبدو ذلك واضحا من خلال تداخل المساكن والعلاقات الاجتماعية الوثيقة، وأصبحت للقرية خصوصية قد لا تتوافر في كل أشكالها بالمدينة. وتناول المحاضر بالشرح نماذج من الأهازيج والأغاني والأشعار التي كانت سائدة في القرية وبعضها لايزال موجودا حتى اليوم، واصفا ذلك الفلكلور بأنه يحمل روحا بحرينية مميزة وثقافة خاصة بمجتمع البحرين.

الدور الرسمي في المحافظة على الفلكلور

وبعد تقديم نماذج تطبيقية من فلكلوريات القرية، وجه المحاضر محمد حسن خلف الأنظار الى الأهمية التي تمثلها عملية المحافظة على فلكلور القرية، إذ طالب وزارة الإعلام بتشجيع البحث في هذا التراث وتدوينه ونقله للأجيال والاهتمام كذلك بتشجيع الباحثين والمهتمين والمتخصصين في هذا المجال من خلال تقديم الدعم المادي والفني باعتبار أن تدوين وحفظ تراث القرية مهمة وطنية تلزم الجهات المسئولة حملها بأمانة. ولم يغفل الجانب الأهم، وهو أن هذا التراث يعد من أقوى الروابط بين أهل البحرين بكل فئاتهم وطوائفهم ضاربا المثل بتنقله باستخدام الباص من المنامة الى المحرق لزيارة صديقه الفنان أحمد الجميري "الذي كان حاضرا الندوة" والعكس، فالصديقان مرتبطان بصداقة قديمة ومضيا في مجال فني مشترك. ومن النقاط التي لفت لها محمد حسن خلف، إصدار المنتجات الخاصة بالأطفال والتي تزرع في نفوسهم جماليات التراث القروي كجانب تربوي خصب للإبداع، مؤكدا أنه أجرى دراسة في هذا الشأن كجهد شخصي للمبادرة نحو العمل على حفظ فلكلور القرية.

الصورة الوطنية للتراث

وفي مداخلة له، أثار مدير ادارة الخدمات وبرامج التنمية بالمحافظة الشمالية جهاد سلوم مدخلا جميلا، إذ أضاء الصورة الوطنية التي ربطت الشعب البحريني، على اختلاف طوائفهم، بتراث القرية والذي كان ينتقل من قرية الى مدينة ومن حي الى حي بروحه القروية التي لاتزال تتردد على لسان الكثير سواء تلك الأشعار الشعبية والأهازيج والجلوات التي ترتبط بالمناسبات الدينية أم المناسبات العامة وصور الحياة العملية بين الفلاحة والصيد، مؤكدا أن هذا الجانب المضيء يستحق تكريسه واستمراره باعتباره يمثل حالا تزيل الكثير من رتابة الحياة المعاصرة اليوم بكل تبعاتها. ولفت رئيس اللجنة الثقافية بنادي باربار والمهتم بالتراث يوسف مكي، الأنظار الى نقاط مهمة تتعلق بتقييم دور الإعلام في التركيز على نقل الصور الجميلة من حياة القرية، مشيدا بالتغير الملحوظ في المسلسلات التي أنتجها تلفزيون البحرين في السنوات الأخيرة والتي نقل فيها صورا من حياة القرية البحرينية، لكنه انتقد المبالغة في نطق اللهجة القروية داعيا الى توجيه المزيد من البحث في مجال التراث القروي. واختتمت الندوة التي أدارها رئيس قسم الخدمات والبحوث بالمحافظة الشمالية حسن الشيخ باتفاق وجهات النظر على ما يمثله التراث القروي من عطاء إنساني وثقافي يتوجب صونه انطلاقا من توجيهات القيادة للاهتمام بتراث الشعب البحريني في المدن أو في القرى البحرينية وفي مختلف المناسبات التي لها ارتباط كبير بحياة الانسان البحريني وبعاداته وتقاليده العربية لما تمتاز به الفنون الشعبية البحرينية من تميز في الأداء والكلمات والتي أصبحت تحظى باهتمام الاوساط الاجتماعية الفنية، والحفاظ على تراث البحرين والاهتمام به بالصورة التى تليق بما يمثله هذا التراث من أصالة وعراقة وصيانة كل الموروثات الشعبية البحرينية وعلى الحفاظ عليها والاهتمام بها لتكون شاهدة على عراقة مملكة البحرين وتقاليدها العربية الأصيلة





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً