الامام علي بن أبي طالب عليه السلام رجل المواقف المشرفة، ولربما يختلف الكثيرون على أي شيء إلا حبهم واحترامهم الى هذا الامام، فهم مجتمعون ومتفقون ومتيقنون به، هذا الرجل الذي مارس السياسة بحكمة وحنكة والتي لو يمارسها ساسة اليوم لنعمت الدنيا، ولو انتهجوا نهجه الاقتصادي مثلا لما غصت الديار بالفقراء والمحتاجين من جهة، ومن المجرمين من جهة أخرى، ولما رأينا العوز والحاجة هي السمة الغالبة في المجتمعات بشكل كبير لاسيما الغنية منها. هذا الرجل الذي احتارت في شخصيته أمم وشعوب الى درجة أنها آمنت به وعبدته، هو الرجل بعينه الذي خرّج الفرسان وعلم الابطال وحارب الفجار وكسر الاصنام، هو الرجل بعينه الذي ابتلي من والاه في السابق كما يبتلى من يواليه هذه الايام، هم المحاربون بشتى الطرق والوسائل المباشرة منها وغير المباشرة، هم من يصرح الزرقاويون والتكفيريون بملاحقتهم وشن الحرب عليهم وقطع أرزاقهم وعيالهم أسوة باليهود والمرتدين عن الدين وربما أكثر! هم من يشردون في بقاع الارض من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وهم صابرون محتسبون بلواهم عند الله، هم من يوالون هذا الامام الذي رسم لهم طريق الحق بأحرف من نور وطريقاً لا يمكن لأي عاقل أن يتزحزح عنه، هو إيمانهم وقناعتهم وهيهات أي أحد أن يغير قيد أنملة في هذه العقيدة الصحيحة الراسخة.
الامام علي بن أبي طالب عليه السلام... رجل حقوق الإنسان، هو من يتعامل مع الناس ليس على أساس الدين ولكن كونه إنساناً ونظيراً لك في الخلق، هو رجل المواقف الصعبة التي تطلب الرجال ولا أحد غير الرجال.
المنهاج الذي أسسه وسار عليه موالوه ومحبوه وعاشقوه رغم صعوبته وقساوته فهو النموذج الاحسن لحل غالبية المعضلات الاجتماعية التي نعاني منها لسنوات ولا حل لها، وهذا النموذج الناجع لصد مفسدي المناصب والاراضي والاموال العامة في الارض، فمهما علوا وكبروا فإن نظام المدينة الفاضلة يمكن الوصول إليه عن طريق تطبيق نظام الامام علي بن أبي طالب.
ففي ذكرى وفاتك يا إمامي وسيدي ومعتمدي ورجاي... ذخري وذخيرتي في آخرتي ودنياي... أجدد العهد والولاء بكم ومعكم لا مع غيركم ..
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ