أكدت بعض الحوادث والتحالفات السياسية في العراق ما ذهب إليه السيدحسين الحكيم في حديثه إلى صحيفة "الوسط" قبل أيام والذي أكد فيه ان العمر "القانوني" لقائمة الائتلاف العراقي الموحد قد انتهى وان المرحلة المقبلة ستشهد تغيرا جذريا في هيكلية هذه القائمة بما يتلاءم واستحقاقات المرحلة المقبلة. ومن هذه الحوادث إعلان نائب رئيس البرلمان العراقي والعضو البارز في قائمة الائتلاف العراقي الموحد حسين الشهرستاني تأسيسه حزبا جديدا "مستقلون" الذي يؤكد ضمنا ان لم يكن صراحة الشكوك التي حامت عن مصير قائمة الائتلاف العراقي الموحد في المرحلة المقبلة، إذ إن إعلان الشهرستاني الذي يعد من المقربين من المرجع الديني السيدعلي السيستاني يشير بشكل واضح إلى انفراط عقد القائمة، وان كان مجرد "تكتيك سياسي"، وهو امر أكده انضمام حزب الفضيلة الإسلامي الذي يمثل الخط الصدري "اليعقوبي" واحزاب أخرى كانت منضوية لقائمة "اياد علاوي" واسماها "الوسط"، كما أكده توقيت الإعلان الذي جاء بعد دعوة السيد السيستاني لوكلائه بعدم ترشيح انفسهم للانتخابات المقبلة. ويبدو ان المرحلة المقبلة لن تحتمل تكتلا مثل "الائتلاف العراقي"، مثلما لن تحتمل كثيرا من التحالفات السياسية الأخرى لأسباب كثيرة لا مجال للحديث عنها الآن. وما تقوم به قائمة الائتلاف العراقي الموحد من اعادة "هيكلة" وما قام به علاوي وكذلك مؤتمر أهل السنة الذي استبدل اسمه بمؤتمر أهل العراق وقبلهم الاكراد، يؤشر إلى تطور ايجابي جدا لدى "القيادات" وهو ان المراهنة على "النفس" المذهبي والطائفي أو القومي قد يحقق بعض المكاسب الآنية لكنه بالتأكيد لن يستمر طويلا وخصوصا المؤشرات تشير إلى ان الانتخابات المقبلة ستجري على أساس وطني لأن الشعب العراقي اكتشف ان الحس الطائفي والمذهبي الذي مارسه الجميع من دون استثناء قد جر على البلد ويلات كثيرة وان الحل "الوسط" يكمن في العودة للثوابت الوطنية التي لا يختلف بشأنها اثنان وهكذا فإن الجميع كما يبدو يتسابق الآن لرفع شعار الوطن فوق الجميع... وان كان مؤقتا
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1144 - الأحد 23 أكتوبر 2005م الموافق 20 رمضان 1426هـ